فى نهاية التسعينيات سافر الفنان الكبير محمد صبحى ومع فرقته المسرحية وفى مقدمتهم شقيقه الفنان مجدى صبحى إلى العراق لعرض مسرحية "ماما أمريكا" هناك، والتى حققت نجاحا كبيرا خلال فترة عرضها فى مصر، ومن ثم اتجه صبحى لعرضها بعدد من الدول العربية فى مقدمتها العراق.
لجوء "صبحى" إلى العراق فى هذا الوقت كان لعدة أسباب هى أن الرئيس العراقى الراحل صدام حسين كان يميل بشدة لمشاهدة العروض المسرحية المصرية، حيث إنه كان يحب الفن المصرى بشكل عام، السبب الثانى هو تهاتف العراقيين على متابعة كل ما هو جديد فيما يتعلق بالحياة الفنية المصرية.
وعن هذه الذكريات قال الفنان الكبير مجدى صبحى، مدير المسرح الكوميدى السابق أحد أبرز أعضاء فرقة صبحى المسرحية، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، عندما وصلنا إلى العراق استقبلنا وفد من رئاسة الجمهورية العراقية فى المطار، وثانى يوم تقابلنا بالرئيس الراحل صدام حسين، وحرص على مشاهدة العرض بعد استقبالنا بحفاوة شديد ومعه جميع أعضاء الوفد الرئاسى، وعدد كبير من الوزراء آنذاك، وفوجئنا بحفاوة شديدة للغاية لم تحدث من قبل، وعقب مشاهدة "صدام" للعرض، قال لنا نصا: "قدمتوا ما يعانيه العرب مع الصهاينة فى عرض مسرحى، تسلموا تسلموا، هكذا هو الفن مرآة الشعوب فى التعبير عما يعانون منه، وانتقاد كل شىء سيئ".
وأكد صبحى أن صدام حسن وقتها لم يتركهم على الإطلاق، بل وفر لهم كل سبل الراحة، وتم توفير إقامة جيدة لهم فى أحد الفنادق الكبرى التابعة للجيش العراقى، وعقب مغادرة أسرة المسرحية للعراق قال لهم الرئيس العراقى الراحل نصا: "سلمولى على شعب مصر بالكامل، وسلمولى على حسنى مبارك".
يذكر أن مسرحية "ماما أمريكا" تحكى قصة عائلة منافع "الخلافة العثمانية"، وبعد ضياع "العربية" مصدر معيشتهم وحياتهم، يبحثون عن حقهم الضائع على يد شومان "الاحتلال الإسرائيلى"، تأتى أميرة كامل "أمريكا" بالأحلام والطموحات لعائلة منافع؛ لتستولى على منزلهم، وتسيطر على حياتهم، وهو ما يجعل (عايش) يحاول التقرب منها ليسترجع حقوق عائلة منافع، فيقع فى شباكها، ويكتشف فى النهاية حقيقتها، وحقيقة المؤامرة.
وشارك فى بطولتها بجانب الفنان الكبير محمد صبحى وشقيقه مجدى صبحى، كل من الفنانين هناء الشوربجى وشعبان حسين وعبد الله مشرف ومحمود أبو زيد وحمدى السيد ومحمود العراقى، وجميلة عزيز.