"الشخصية تختار صاحبها" مفهوم متداول فى الأوساط الفنية، يتردد بين الفنانين حين يتوفر الورق ويبدأ المخرجون فى اختيار الممثلين، يبحثون عن الأنسب والأقرب سواء على مستوى الشكل أو المضمون، لذلك نرى أن القائمين على فيلم "الطريق إلى إيلات" الذى أنتج عام 1993، أصابوا حين اختاروا هشام عبد الله لدور المتخاذل الجبان الذى رفض ركوب البحر مع زملائه من أجل تنفيذ مهمة تدمير المدمرة إيلات، وبعد نجاح العملية بكى نادمًا: "ياريتنى كنت معاهم".
هشام عبد الله يبكى الآن نادمًا ويردد جملته المشهور: "ياريتنى كنت معاهم" بعد أن ألقت الشرطة التركية القبض عليه وتبين أنه مطلوب من الإنتربول بسبب وضعه على قوائم الإرهاب فى أكثر من دولة عربية، وتنصل منه الإخوان وعلى رأسهم أيمن نور مالك قناة الشرق ولم يرسلوا محاميًا للدفاع عنه.
لم يكن التخاذل عن دور وطنى دورًا مثله هشام عبد الله ضمن أحداث درامية لفيلم "الطريق إلى إيلات"، فمواقفه دليل على جبنه وتخاذله ومواقفه المشوهة، إذ ادعى الثورية فى 25 يناير، وكان أحد المعارضين لنظام محمد مرسى، وشارك فى ثورة 30 يونيو، وأيد الرئيس السيسى، وفجأة تراجع عن موقفه وسافر إلى تركيا لينتقد النظام المصرى ويهاجم بلاده، فما أشبه مواقفه فى الواقع مع تخاذله فى "الطريق إلى إيلات".