تحل اليوم ذكرى رحيل أبو ضحكة جنان، أحد أهم نجوم الكوميديا فى السينما المصرية الفنان حسن فايق، الذى اكتشف والده موهبته خلال غنائه أغنيات الشيخ سلامة حجازى، لكنه رفض خوضه عالم الفن ليلحقه بمحل خاص بملابس السيدات ويعمل عند أحد أقاربه بحلوان، وبعد وفاة والده التحق بفرق الهواة وهو فى سن الـ 16، ليحترف بعدها الفن عام 1914 بتقديمه رواية "فران البندقية" مع روز اليوسف، ثم انضم بعدها إلى فرقة عزيز عيد واستمر معها حتى عام ١٩١٧.
أنشأ "فايق" فرقة مستقلة، وضم إليها مجموعة من الهواة، أشهرهم فى ذلك الوقت حسين رياض، وعباس فارس، ويوسف وهبى، والمخرج محمد كريم، وقدموا أول عرض مسرحى بعنوان "ملكة الجمال"، وتركه وهبى وكون فرقة رمسيس، ثم طلب من حسن فايق أن ينضم لها، وكان يمنحه أدوارًا صغيرة، بسبب جملة كانت تلاحقه: "يوسف وهبى كان تلميذ حسن فايق"، وكان وهبى يشك فى وقوف حسن فايق وراء الحملات الإعلامية التى كانت تستهدفه فى ذلك الوقت.
وعن ضحكته المميزة صرح "فايق" فى أحد لقاءاته: "اقتبستها من أحد الباشوات أيام زمان، شاهدته يجلس فى الصفوف الأولى فى المسرح، وكان يضحك هذه الضحكة سواء كان المشهد يستدعى الضحك أم لا، وكان الجمهور من حوله يضحك عند سماع ضحكته، فأخذتها عنه".
شكل فايق مع إسماعيل ياسين ثنائيًا كوميديًا، وقدما أفلام "ليلة الدخلة"، و"إسماعيل ياسين فى البوليس السرى"، وكاد سمعة، أن يتسبب فى أزمة خلال تصوير أحداث فيلم "إجازة فى جهنم" عام 1949، إذ احتوى مشهد على صفعة من إسماعيل يس لحسن فايق ، ويبدو أن سمعة اندمج لدرجة أن فايق شعر بألم شديد، وهدد فايق بعد هذا المشهد بالتوقف عن العمل، ولكن المخرج عزالدين ذو الفقار تدارك الأمر.
ورغم البهجة التى كان يضفيها حسن فايق بضحكته الرنانة فى أعماله، عانى فى آخر أيامه من شلل نصفى وغابت ابتسامته واستمر المرض معه لسنوات طويلة، وعولج على نفقة الدولة.
ذات مرة قرر حسن فايق أن يتحامل على نفسه ويذهب لمسرح نجيب الريحانى رغم مرضه، وعندما ذهب جلس أمام شباك التذاكر يتأمل الجمهور الذى كان يصفق له قبل إصابته بالشلل، فانهمرت دموعه وأصيب باكتئاب، حتى توفى فى 14 سبتمبر 1980.