تامر محسن: خلافى مع وحيد حامد شائعة.. والدراما تواجه تراجعا فنيا وتجاريا

بعيدا عن صخب المنافسة على الساحة الدرامية، نجد مخرجا ذو شأن كبير فى عالم الدراما، لا يفكر إلا فى تقديم وجهة نظر أو قضية تشغل الرأى العام، مع الاحتفاظ بروح الفن الأصيل والرؤية الفنية بعيدة النظر، لديه قوة فى إختيار ما يقدمه للفئات العمرية، ربما يدخل فى دوامة إرهاق نفسه من خلال الكتابة والإخراج معاً، إلا أنه يجد متعته فى تقديم ما يحبه ويراه مناسباً فى وقته، المخرج تامر محسن، فتح قلبه وتحدث مع "انفراد" عن اعتذاره عن مسلسل "الجماعة2"، وحقيقة خلافه مع الكاتب وحيد حامد، والأزمات التى تناولها فى مسلسله الأخير "هذا المساء"، وتصريحات لأول مرة، إلى نص الحوار: بداية.. كيف ترى شكل الدراما بوجه عام منذ 2013؟ فى اعتقادى الشخصى فى عام 2013 وصل حال الدراما لعام موفق للغاية فى الدراما التليفزيونية، وكانت هناك أعمالا درامية تتنافس تجاريا وفنياًً، وبعد ذلك بدأ مستوى الدراما يتراجع تدريجياً على مستوى الكم والكيف، وهو ما جعلنى متشائماً بعض الشئ، وفى حالة إستمرارية هذا الخط من التراجع، ستكون المحصلة غير مرضية، والتراجع ليس بسبب الكوادر الفنية، ولكن فى المقام الأكبر يرجع للظروف الإنتاجية الذى تزداد صعوبة، وعلى سبيل المثال إمكانيات الإنتاج والطريقة التى نعمل بها وعدم التحضيرات المثالية، وهو ما يجعلنا لا ننتظر نتائج عظيمة. فى تقديرك.. هل منحتك الكتابة كل ما سعيت له من خلالها؟.. أم هناك المزيد؟ الحقيقة، اعتقد أن مسلسل "هذا المساء"، هو أول خطوة قريبة لقلبى وتحقيق مشروعى على صعيد الكتابة وطرح الأفكار التى أحب أن أناقشها، ما قبل هى أعمالا أعتز بها، ولكن لم تقترب من العالم "بتاعى" أو مشروعى الخاص، كذلك اشعر أننى لم أحقق ما أريده على مستوى الكتابة، وسأظل أحارب من أجل حلمى وهدفى الذى أخترته، وأعتقد أنه مازال أمامى الكثير. أكثر الشخصيات التى تأثرت بها فى بداياتك الفنية وتستحضره الآن وقت دخولك لأعمال فنية؟ لا يوجد مخرج بعينه، ولكن هناك مجموعة من المخرجين والشخصيات أحبها ، مثلا أحترم للغاية المخرج محمد خان كمخرج لديه القدرة على خلق "مود " سينمائى قوى ولغة سينمائية جبارة، كذلك أحترم تجربة المخرج "عاطف الطيب" فى الإنجاز، حيث أنه مخرج لديه مشاريع كثيرة هامة، وكان رجل دؤوب للغاية، كما احترم "حرفية" شريف عرفة من أكثر المخرجين المحترفين فى العمل، ويعلم ما يريده جيدا ويعرف كيف يحققه، أيضا الأستاذ دواود عبد السيد، مخرج صاحب مشروع ووجه نظر يطرحها كسيناريست ومخرج، فهنالك اسماء كثيرة تعد من أهم الشخصيات فى حياتى العملية . ما أهم القرارات التى اتخذتها فى بداية مشوارك المهنى وكان لها تأثير كبير عليك؟ أولا أهم قرار فى حياتى هو دراسة "السينما"، خاصة أننى خريج "فنون جميلة قسم العمارة"، وبعد التخرج عملت لفترة مهندسا معماريا، وقتها كنت افكر .. هل أحتفظ بالسينما التي اعشقها كهواية؟.. أم أعتزل العمارة لأدرس السينما؟ ، وكان القرار الأخير هو "دراسة السينما" ، ثانيا بعد التخرج من معهد السينما، حيث عرض علي أن أخرج فيلما روائيا طويلا بعد التخرج بـ3 أشهر فقط، وكان قرار صعب للغاية وفرصة ذهبية لو كنت ألهث للدخول فى عالم السينما سريعاً، ولكني رفضت الفيلم لأني لم أحبه ،وقررت عدم التسرع ، فضلت ان أقوم بعملا احبه ومقتنع به تماما، والقرار الثالث هو مهمة إخراج مسلسل "بدون ذكر أسماء"، لم اكن أتخيل أن بدايتى تليفزيونية، لاسيما أننى كنت مشغول للغاية بفيلمى الأول، وعندما عرض علي الاستاذ الكبير وحيد حامد المسلسل، شعرت للحظة بحزن ان بدايتى لن تكون سينمائية. ثم اخدت القرار الاهم بالموافقة. وكنت سأندم كثيرا لو لم أفعل عندما نسأل النجوم ، من من المخرجين تحب التعاون معه.. الجواب "تامر محسن".. ما الذى تراه من الإجابة؟ في الحقيقة اجد حرج في الحديث عن نفسى، لكن من أكثر الأشياء التى تسعدنى للغاية، أن الممثلين يحبون العمل والتعاون معى، والحقيقة أن هذا الشعور ليس فقط مع الممثلين، ولكن ايضا مع فريق العمل من مديرين تصوير ومهندسين ديكور ومونتيرين وخلافه، ربما لإني احاول دائماً اخراج أفضل ما عند الجميع. بعض المخرجين يشعر انه في منافسه حتى مع فريق عمله. يبحث عن لفت الإنتباه له فقط. والحقيقة اني اتحمل مسئولية كل من حولى فى العمل من المنتج حتى أصغر شخص فى التجربة. ماذا كنت تقصد بالحالة الإجتماعية فى "هذا المساء".. وهل حققت الرسالة؟ "هذا المساء" كان يتضمن مجموعة من الرسائل أو مستويات التلقي ، ومن الممكن أن يرى البعض أن مضمون المسلسل هو تناول قضية "الخصوصية والهاكرز والموبايلات وخلافه"، لكن العلاقات بين الشخصيات وبعضها هى الأهم فى المسلسل ، حيث تناول هموم اجتماعية وتعقيدات النفس البشرية ، شخصيات العمل تدور في فلك واحد هو.. أننا جميعا لدينا عوالم سرية لا نقدر على مواجهتها أو البوح بها، نفتقد القدرة على التواصل..كل شخص أسير "سره" هو اللى بيحركه وبيدفعه لكل شئ، وفى نفس الوقت ، لدينا أسئلة تجاه فكرة "الرضا" ، وهل من المفترض أن يكون للشخص طموح لا نهائي طوال الوقت لمفهوم السعادة ؟ ، أم يرضي بما هو عليه؟ .. ما الذي نفتقده.. وهل هو مشروع؟ اسئلة كثيرة حاول "هذا المساء" طرحها تردد أنك قمت بتعديلات كبيرة فى سيناريو "قط وفار".. ثم بدأت الخلافات تدب بينك وبين وحيد حامد؟ أولا استاذ وحيد حامد لا يجبر على شئ، ولا يقدر أحد أن يقوم بشئ دون رضاه، كل ما فى الأمر ، أن وحيد حامد وضع ثقته فيا بشكل كبير للغاية منذ مشاريع تخرج معهد السينما، وشاهدت "لمعة" فى عينه" جعلتنى أرى وقتها حلما عبثيا أننى ساقوم بإخراج عملا يوما ما من تأليفه، وأثناء مسلسل "بدون ذكر أسماء" خلقت درجة كبيرة من "الثقة" بيننا، قائمة على إيمانه بي كمخرج، والتجربة فى مرحلة التحضير جعلته يرى وجهة نظر امامه تستحق الإحترام والمناقشة ، ثالثا وحيد حامد يحترم المخرجين بشكل كبير، وعندما عرض علي فيلم "الغاوى" وكان اسم الفيلم فى المرحلة الأولى، بعدما تغير اسمه إلى "قط وفار" كان هناك تعديلات بسيطة تتماشى مع وجهة نظري كمخرج ليس إلا.طرحتها عليه كإقتراحات وهو رحب بها. وهذا هو صميم العلاقة المهنية بين سيناريست ومخرج. معنى ذلك أن ليس هناك خلافات بينك وبين وحيد حامد حسبما تردد؟ مبتسما.. على الإطلاق .. هو منذ بداية معرفتي به وحتى هذه اللحظة الأستاذ والصديق. والأستاذ وحيد حامد يعلم قدر المخرج حتى ولو كان تلميذه، وانا اقدره واحترمه وبالتالى لا توجد خلافات على الإطلاق ولماذا لم يستعن بكٍ فى مسلسل "الجماعة2" رغم الثقة الكبيرة؟ ولماذا نفترض أنه لم يستعن بي فى مسلسل "الجماعة2"؟.. ربما هذا الافتراض هو الذي خلق تصور الخلافات، الحقيقة أنني شرفت بأنه عرض على المسلسل فى بداية الأمر، إلا أننى كانت لدي قناعات فى ذلك الوقت أننى لا أريد أن أكرر عملا قمت به من قبل مثل الفيلم الوثائقي "إغتيال حسن البنا"،أو مشاركتي كمخرج وحده ثانية في مسلسل الجماعة، كنت أشعر بأنني اكتفيت بصناعة دراما تتناول موضوع الإسلام السياسي، وهو تفهم اعتذاري وأسبابه. لماذا يصنفك المنتجون والجمهور أنكٍ مخرج ليس جماهيرى من وجهة نظرك؟ دا حقيقى فعلا.. ونعتبر ذلك ليس إختيارا.. وكنت أحب أن أكون مخرجا جماهيريا وابحث عن ذلك، ولكن مع الوقت استقر فى ذهنى سؤال عن معنى كلمة "جمهور" ؟ الحقيقة أن الجمهور كلمة عريضة غير دقيقة، من هم الجمهور؟ انا آواهم جماهير مختلفه الثقافات والأذواق والأمزجة والطبقات ومستويات التعليم ،واكشفت أن أعمالى تنال إعجاب نوع معين من الجمهور الذي يشبهني .إذا المفروض ما يشغل بالى هو الحفاظ على هذا النوع من الجمهور اولا . لا أريد ان أفقدهم لمجرد الوصول الى قطاع أعرض. لا احب سينما الصفوة والنخبه.. ولا أحب ان استهلك نفسي في محاولات صناعة فن جماهيري. يبحث فقط عن ارضاء اغلب الجمهور . ما هو أكثر كاتب يجذبك فى الدراما .. وتحب أن تتعاون معه؟ تعاونت مع الكاتب الكبير وحيد حامد ومريم ناعوم، الحقيقة اننى اعتبر نفسى "اشتغلت" مع العمالقة فى الكتابة، كذلك تعاونت مع السيناريست البارع محمد فريد، وبالتأكيد يجذبني العمل مع آخرين منهم تامر حبيب ومحمد امين راضى وَعَبَد الرحيم كمال. من من المخرجين تراه يسير على نهج تامر محسن؟ حسام على، أعتقد فى قرار نفسى أنه يشبهنى فى طريقة الشغل . ماهى وجهة نظرك فى الكتابة والاخراج معا.. وهل ترى مهمة تطغى على مهمة أخرى. بالتأكيد .. هناك مهمة تطغى على الأخرى، ولكن المتعة الأكبر تكمن فى الكتابة والإخراج سويا من وجهة نظرى، أو ما يسمى بسينما المؤلف. واذا خيرت .. سأختار ان أكتب قصص مسلسلات ، واقوم بإخراج أفلام سينمائية












الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;