المتعة البصرية والذهنية والكوميديا الراقية فى "خيبتنا" لمحمد صبحى

عرض أمس النجم محمد صبحي مسرحيته " خيبتنا " التي طال انتظارها والتي يجسد فيها النجم الكبير شخصية الدكتور "بائس" ذلك العالم والباحث في علم الجينات، الذي يحاول من خلال بحثه ورسالته في الحصول علي الدكتوراه تغيير السلوك لدى البشر وتعديله للأفضل، ولكنه يكتشف سرقة بحثه فيحاول التغيير في جينات الشعب الأمريكي ويحقنه بالجينات العربية من خلال علمه الأمر، ونشاهد أمريكا كيف تتحول عقليتها للفكر العربي الأمرالذي يفجر الكثير من المواقف الكوميدية . المسرحية دون الخوض في قصتها وموضوعها تتناول موضوعا واقعيا وفانتازيا في نفس الوقت من خلال أسرة الدكتور بائس التي تعيش الواقع بحلوه ومره وحبا في وطنها تصمد لما تتعرض له من أزمات ولا تصاب بالإحباط وتحاول جاهدة توفير سبل الحياة بأفكار مختلفة وبالعمل . ويستمر النجم محمد صبحي في تقديم أجيال من الفنانين عبر فرقته ومفاجأة العرض هي النجمة سميرة عبد العزيز التي يشاهدها الجمهور في قالب جديد عليها وهو القالب الكوميدي، كما تتألق الفنانة سماح السعيد في شخصية " ابتئاس " وتضحك المشاهدين وتبكيهم، وهناك أيضا بطلة العرض الأخرى الفنانة ندي ماهر التي قدمها النجم الكبير محمد صبحي في مسرحية " غزل البنات " لتثبت موهبتها الشاملة فتمثل وتغني وترقص وتستمر هنا في عرض " خيبتنا " في تأكيد موهبتها من خلال شخصية " امل وطني " بنت عم الدكتور " بائس "، وتبرع ايضا في الكوميديا مع النجم محمد صبحي وتغني وترقص. فالعرض يحمل الكثير من الاغاني والاستعراضات فهو عن حق عرض شامل متكامل يحمل المتعة البصرية والذهنية ويحترم عقل المشاهد مع اضحاحه بالموقف ليخرج الجميع من العرض ليفكر فيما شاهده من واقع مختلطا بالفانتازيا . ومن نجوم المسرحية أيضا الفنانة عبير فاروق والقدير شوقي طنطاوي والوجوه الجديدة التي يقدمها الاستاذ محمد صبحي في مسرحيته "حازم " وهو خامة جيدة جدا يحمل ملامح الجان وفي نفس الوقت لديه الموهبة في الكوميديا ومفاجاة العرض الفنانة "ميرنا" التي تضحك الجمهور بمجرد ظهورها علي المسرح ومن المتميزات بوسي الهواري ومايكل وليم والطفلة عبد الرحمن الذي جسد شخصية " بائس " طفلا . المسرحية تتناول الكثير من الافكار حول علم الجينات والاستنساخ ومدي تاثيره علي البشرية وتتعرض لموضوع ثورات الربيع العربي ويختلط فيها الواقع بالخيال ليجد المشاهد نفسه أمام عمل ممتع بصريا وذهنيا يدعوه للتفكير وهذه الموضوعات الجادة لا تتعارض مع وجود الكوميديا الراقية والسخرية اللاذعة التي تنتمي لما يسمي بالكوميديا السوداء وهي المدرسة التي يسير عليها دائما الفنان محمد صبحي في اغلب مسرحياته .