118 عامًا تمر اليوم على رحيل المطرب والملحن الكبير محمد عثمان، الذى وضع أسس الموسيقى العربية فى القرن الـ19، ولقب بـ"أبو الموسيقى المصرية"، وفى السطور التالية نستعرض أهم معلومات عن الفنان الراحل.
1- ولد محمد عثمان عام 1855 فى محافظة القاهرة، والده الشيخ عثمان حسن كان يعمل مدرسًا فى جامع السلطان أبو العلاء لتحفيظ القرآن الكريم.
2- بدأ الفنان محمد عثمان حبه للموسيقى منذ نعومة أظافره، وكان يقلد المنشدين والمغنين، وما أن اكتشف والده موهبته قرر ضمّه إلى تخت "قسطندى منسى" فتعلم ودرس على يديه العود والغناء، ويعتبر من تلاميذ الشيخ الشلشلمونى ومحمود الخضراوى والحاج الرافعى وحسن الجاهل، عازف الكمان الشهير.
3- بعد وفاة والده انضم محمد عثمان إلى تخت على الرشيدى الكبير، حتى تعمق فى الغناء وصار له لون خاص فى التلحين، ثم كوّن تختًا خاصًا به بلغ من الشهرة ما قارب شهرة عبده الحمولى، وكان له تأثير كبير على شكل الموسيقى العربية منذ ذلك الحين وبفضله تشكلت اتجاهات التلحين والموسيقى.
4- كانت ألحان محمد عثمان مميزة للغاية، ورغم منافسته القوية للمطرب القدير عبده الحامولى، لكن كانت تربطهما علاقة ود وصداقة، وأخذ عنه الحامولى عددًا منها وأعاد صياغتها وفق هواه ومزاجه، وأحيانًا كان الحامولى يغنى دورًا بلحن ينفرد به ثم يأتى عثمان فيلحن هذا الدور بلحن آخر.
5- سافر عثمان بصحبة عبده الحامولى إلى الأستانا، حيث تعرف على بعض جوانب صناعة الموسيقى فى تركيا واستفاد من خبراتهم، ويقال إنه أدخل إلى مصر مقامًا جديدًا هو مقام "الشوق أفزا".
6- يعتبر عثمان من أوائل الذين سعوا وحاولوا تطوير الأغنية العربية باستخدام الأسلوب العلمى، ونجحت محاولاتهم لدرجة أنه أصبح صعبًا أن يضاف إلى ما حققوه شيئًا جوهريًا.
7- توصل محمد عثمان إلى تراكيب فنية عاشت بعده أكثر من 98 عامًا دون أن يصل أحدٍ إلى مستواها، كما عمل على إضافة ابتكارات على الغناء منها غناء الكورس وأضاف عنصرًا جديدًا رائعًا هو تبادل المقاطع بين التخت والمغنى والكورس فيما عرف بالهنك والرنك.
8- عرف عنه عثمان أن صوته كان جهوريًا شجيًا، لذلك كان يُشرِك معه فى معظم الأحيان مساعدًا يمتاز بصوت رفيع يغنى معه فى الجواب بينما هو يغنى فى القرار، ثم يشاء القدر أن تُصاب حنجرته بمرض قضى على عذوبة صوته، ففضل التلحين على الغناء، وقال عنه الموسيقار الكبير كامل الخلعى فى هذا الشأن: "لفرط ذكائه استعاض عن ضعف صوته باختراع طريقة مبتكرة وهى الأخذ والرد فى الغناء بأسلوب تألفه الأسماع وتستحبه النفوس".
9- ترك محمد عثمان تراثًا رائعًا من الألحان والموشحات ما زالت خالدة حتى وقتنا هذا، منها أصل الغرام نظره، نور العيون شرف وبان، كل يوم أشكى من جروح قلبى، غرامك علمنى النوم، البخت ساعدنى وشفانى، أدك أمير الغصن، قد ما أحبك، كادنى الهوى، يا طالع السعد، حظ الحياة، فى مجلس الأنس البهى، بستان جمالك وياما أنت واحشنى، كما ترك العديد من الموشحات منها، "ملا الكاسات وسقانى، أتانى زمانى، هات يا أيها الساقى بالأقداح، حير الأفكار، اسقنى الراح وياغزالا زان عينه الكحل".
10- فى عام 1894 علم محمد عثمان، أن هناك اختراعًا حقيقيًا فى أوروبا اسمه "الفونوغراف"، هذا الاختراع قادر على أن يلتقط صوت المطرب ويعيد استماعه مره ثانية، فكر عثمان كيف يسجل أدواره العظيمة وينقلها إلى المستمعين ويحفظها من الضياع، لذلك استدعى تلميذه المطرب الكبير عبد الحى حلمى وقال له: "أوصيك يا عبد الحى إذا جاء اختراع الفونغراف إلى مصر أن تسجل دورين على الأقل من أدوارى"، وبالفعل وجاءت شركات الأسطوانات إلى مصر عام 1904 وبعد وفاته بأربع سنوات، فوفى عبد الحى حلمى بالوعد الذى قطعه لأستاذ ومعلمه وبادر بالاتصال بشركات الاسطوانات وسجل أغلب أدوار الفنان الراحل محمد عثمان.
11- اشتد المرض على عثمان بعد رجوعه من تركيا حتى توفى 19 ديسمبر عام 1900، عن عمر 45 عامًا، تاركا خلفه تراثًا ضخمًا من الأغانى والألحان.