من عوامل نجاح أى مهرجان فنى فى العالم سواء كان غنائيا أم سينمائيا أو غير ذلك، هو مصداقية القائمين عليه، فى كل شىء سواء فيما يعلنونه أو فيما يتعلق بفعاليات هذا المهرجان، بحيث يتم تنفيذ الخطة التى عرضها على الجمهور والمتابعين لهذا الحدث، كما هى دون إخفاق أو تقصير أو تلون.
مهرجان الأغنية المقرر إسدال الستار على دورته الـ15 غدًا الخميس بمسرح سيد درويش بأوبرا الإسكندرية، أعلن منذ فترة عن مفاجأة كبرى يُعدها، وهى مشاركة النجم خالد سليم فى إحياء حفل الختام مع النجمة أصالة، وبالفعل تم طبع تذاكر الحفل، لكن المفارقة فيما بعد هو إعلان المهرجان ذاته عن اعتذار الفنان خالد سليم، الذى اندهش هو نفسه من هذا الاعتذار عندما أخطره جمهوره الذى ينتظر حفله بهذا الخبر، ليتواصل "سليم" مع القائمين على المهرجان وفى مقدمتهم رئيس المهرجان عوف همام، ليفاجأ سليم بأساليب ملتوية وغير مقنعة عن أسباب إلغاء حفله والاستعانة بغيره، وعندما أصر "سليم" على معرفة الأسباب الحقيقة أخطروه بأن "أصالة" هى التى اشترطت عدم تواجد النجم المصرى خالد سليم فى حفل الختام، بحجة أن تاريخه الفنى لا يتماشى مع مشوارها الكبير "هذا ما قاله القائمون على المهرجان لسليم".
للأسف الشديد هذا الكلام لا يصدقه جمهور يتابع الحياة الفنية عن قرب، ولا يتقبله عقل فنى يدرك معايير اللعبة الموسيقية، اللعبة التى لا تستطيع أن تقف أمام صوت غنائى موهوب يتمتع بجماهيرية كبيرة، وله جمهور بجميع أنحاء الوطن العربى يحفظ أغانيه عن ظهر قلب وليس فى مصر فحسب، مع اختلاف الأجيال واحترام الأقدمية، فمن المحال أن تشترط فنانة بحجم أصالة هذا الشرط على إدارة المهرجان، خاصة أنها من أكثر نجمات الغناء التى تدعم الشباب الذين أتوا للساحة خلفها، فهى من قدمت دويتوهات مع العديد من المطربين الشباب، فقدمت على سبيل المثال "شر وخير" مع محمود العسيلى، و"مش فاكر ليك" مع رامى صبرى، فكيف تأتى وتعترض على تواجد نجم بحجم خالد سليم فى المهرجان له العديد من الألبومات والأعمال السينمائية والتليفزيونية المتميزة، والتى كون من خلالها قاعدة جماهيرية عريضة.
هنا المهرجان أقصد مهرجان الوقيعة بين الفنانين، لابد أن يخرج باعتذار رسمى لخالد سليم وللجمهور وأيضًا لأصالة، الذى استخدم اسمها ووضعها فى خانة لا تليق بها، بعدما سعى لتبرير خطأ بخطأ أكبر.