يحتفل الفنان الكبير سمير صبرى بعيد ميلاده الـ82 اليوم، حيث ولد 27 ديسمبر 1936، قضى خلالها 59 عاما فى الفن، وقدم خلال مسيرته الفنية العشرات من الأفلام والمسلسلات والأغانى التى مازالت عالقة فى أذهان المشاهدين، بالإضافة إلى عدد من البرامح التلفزيونية منها، هذا المساء والنادى الدولى.
ولد الفنان سمير صبرى فى محافظة الإسكندرية، بدأت حياته الفنية خلال دراسته فى مدرسة "فيكتوريا كولدج"، وكان يذهب إليهم نور الدمرداش ليخرج لهم المسرحيات، ثم ترك الإسكندرية مع أهله وحضر إلى القاهرة، وأقام فى نفس عمارة التى كان يقيم فيها العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، ثم قابله صدفة ونشأت بينهما صداقة، جعلت عبد الحليم يأخذه معه تصوير فيلم "حكاية حب".
ويحكى سمير، فى تصريحات سابقة، قصة دخوله عالم الفن مع العندليب، قائلا: "كان عندى دراسة، لكنى طلبت من البواب أن يقول لسيارة المدرسة إننى مريض، واختفيت فى ركن بجراج العمارة، وعندما نزل عبد الحليم ركبت معه السيارة وذهبت معه وكان أول ظهور لى فى السينما من خلال أغنية فيلم حكاية حب، وجلست بجوار عبد الحليم حافظ فى التصوير وكان هذا يومًا تاريخيًا فى حياتى، وأنا فى تصوير هذه الأغنية جاءنى مخرج شاب درس الإخراج بالخارج وطلب منى أن أقوم بتعريفه بعبد الحليم، وبالفعل حصل ذلك، وعند عرض الفيلم جاءت الصدفة أيضًا بأن تجلس بجوارى سيدة أجنبية وابنها الشاب المخرج الذى قمت بتعريف عبد الحليم به، وعند ظهورى بالفيلم دعت تلك السيدة لى ولابنها بأن يكون مخرجًا كبيرًا وأن أكون فنانًا كبيرًا، وبعد عشر سنوات من هذا المشهد، وفى افتتاح فيلم "أبى فوق الشجرة" جلست للمرة الثانية مع السيدة وهى أم المخرج حسين كمال، وبجوارنا نادية لطفى وميرفت أمين، لتُستجاب الدعوة من خلال الصدفة البحتة".
عمرت الحياة الفنية لسمير صبرى بالإبداع والموهبة والتنوع فى لعب الأدوار المختلفة، صادق وزامل العديد من عمالقة زمن الفن الجميل واقترب من كل نجوم السياسة والفن والأدب، ملوك ورؤساء وفنانين ومبدعين فى كل المجالات وحاورهم وعرف أسرارهم وشهد نهايات عدد من عمالقة الفن، فكان لهم الصديق والرفيق الوفى الذى يذكرهم حين ينساهم الجميع وتبتعد عنهم الأضواء.
ومنذ بداياته الفنية تألق فى التمثيل وقدم عددا كبيرا من الأفلام السينمائية التى تنوعت فيها أدواره بين الكوميديا والتراجيديا "البحث عن فضيحة، شنبو فى المصيدة، حكايتى مع الزمان، وبالوالدين إحسانا، التوت والنبوت، العيال الطيبين، الأخوة الأعداء.. وغيرها"، كما أنتج 22 فيلما سينمائيا أبرزها جحيم تحت الأرض، جحيم تحت الماء، دموع صاحبة الجلالة، إنذار بالقتلفى الصيف الحب جنون ومنزل العائلة المسمومة.
كما قدم صبرى عددا من البرامج التى حاور فيها كبار النجوم ورجال السياسة والفن والمجتمع، منها برامج هذا المساء، كان ياما كان، النادى الدولى، وحاور عمالقة الفن والسياسة الأدب ومنهم السلطان قابوس، وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ، وأم كلثوم وفريد شوقى، ومصفى أمين ويوسف إدريس وتوفيق الحكيم، ويوسف السباعى ومحمد على كلاى.
وشارك فى بطولة عدد من المسلسلات التلفزيونية، منها حضرة المتهم أبى، قضية رأى عام، المرافعة، نظرية الجوافة، كاريوكا، سامحنى يا زمن، ملكة فى المنفى، عالم رغم أنفه، النهر والتماسيح، عدى النهار، أولاد عزام، قضية رأى عام وغيرها والمسلسلات الإذاعية، كما أسس فرقة استعراضية كان لها شهرة واسعة، واستطاع من خلالها أن يعيد فراشة السينما سامية جمال للأضواء والرقص بعد سن الستين.
تزوج سمير صبرى من فتاة إنجليزية، وأثمر هذا الزواج عن إنجاب ابنه "حسن" ويعيش حاليا خارج مصر، ويحكى صبرى عن قصة هذه الزيجة، قائلا: "زوجتى كانت إنجليزية ولم تكن تطيق الحياة بمصر، وزواجى كان زواجًا سريًا، لأننى لم أكن أستطيع مواجهة أبى بذلك، لذلك أخذت شقة وعشت فيها مع زوجتى 5 سنوات، وأهلى لا علم لهم بذلك، لكن زوجتى قالت لى إنها لن تستطيع العيش فى مصر، وطلبت منى السفر للخارج، والحصول على الجنسية، لكننى رفضت فى هذه المرحلة، لأننى كنت أريد أن أواصل وأتقدم، وكان المسلسل الإذاعى بالنسبة لى حلمًا، وعملت وقتها مع فؤاد المهندس مسلسلاته فى الإذاعة، وبعدها كان يحولها للسينما".