تحل اليوم الأحد، الذكرى 123 لميلاد الموسيقار الكبير وشيخ الملحنين زكريا أحمد، الذى يعدا واحدا من عمالقة الموسيقى العربية فى حقبتى الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضى.
ولد زكريا أحمد، فى 6 يناير عام 1896 فى مدينة سنورس بمحافظة الفيوم، واسمه بالكامل زكريا أحمد جعفر، والده حافظ للقرآن وكان غاويا لسماع التواشيح، مما أكسبه الحس الموسيقى مبكرا، لكن الوالد أراد لولده الاتجاه نحو المشيخة والعلم الدينى فأدخله الكُتاب ثم المدرسة الابتدائية ثم التحق بالأزهر الشريف، ليتلقى العلوم الدينية وعلوم اللغة العربية وأجاد حفظ وتلاوة القرآن الكريم ومن هنا لقب بالشيخ زكريا وذاع صيته بين زملائه كقارئ ومنشد، ثم درس الموسيقى على يد الشيخ درويش الحريرى الذى ألحقه ببطانة إمام المنشدين الشيخ على محمود.
وبدأ الشيخ زكريا رحلته كملحن عام 1919، بعد أن اكتملت لديه معرفة الموسيقى وتفاصيلها، حيث قدمه الشيخ على محمود والشيخ الحريرى لإحدى شركات الأسطوانات، وفى عام 1924 بدأ التلحين للمسرح الغنائى، ولحن لمعظم الفرق الشهيرة مثل فرق على الكسار ونجيب الريحانى وزكى عكاشة ومنيرة المهدية وغيرها، وبلغ عدد المسرحيات 65 مسرحية لحن خلالها أكثر من 500 لحن.
وبدأ شيخ الملحنين العمل مع كوكب الشرق "أم كلثوم" عام 1931 حيث لحن لها تسعة أدوار، هى "ده يخلص من الله"، "عادت ليالي الهنا"، كما لحن لها عددا من أغانى أفلامها مثل الورد جميل، غنى لى شوى شوى، ساجعات الطيور وقولى لطيفك، وفى فترة الأربعينيات لحن لها الآهات، أنا فى انتظارك، الأمل، حبيبى يسعد أوقاته، أهل الهوى، ثم اختلف معها من عام 1947 حتى عام 1960 حيث لحن لها أخر لحن لأغنية "هو صحيح الهوى غلاب".
يعد الشيخ زكريا أحمد، واحدا من من رواد فن "الطقطوقة" كما كانت ألحانه كلها غارقة فى العروبة والأصالة، ويقال كثيرا أن الشيخ زكريا قدم بألحانه امتدادا لألحان الشيخ سيد درويش والحقيقة أنه سار على خطاه فى الألحان الشرقية والمليئة بالصور الشعبية التى توحي بإخلاصه للتراث الشعبي كمصدر لموسيقاه وألحانه كما كان الحال مع سيد درويش، واستطاع أن يطور شكلين من أهم أشكال الغناء العربى، هما "الطقطوقة" و"الدور" وأسهم في تطوير أشكال أخرى، لكن تطويره لم يمس آلات الموسيقى العربية أو المقامات أو الإيقاعات.