يرفع يديه إلى الأعلى بزاوية مائلة، كأنه طائر يستعد لضرب الهواء بجناحيه تمهيدا للإقلاع والتحليق، بينما تجيد قدماه اختيار مواضعهما، والتحرك بحكمة عابر بصير بالأرض وقادر على الحوار معها، وعلى وجهه ترتسم ملامح مصر وحضارتها وطينها العفىّ، هكذا عاش حسن عفيفى حياته فى الفن، وما زال.
رحلة طويلة قطعها «عفيفى» مع الرقص والاستعراض، ربما تكفى لوضعه فى موقع «الراقص الأول على إيقاع الحياة والزمن»، فرغم سبق وذيوع محمود وعلى رضا، إلا أن حسن عفيفى كان الأكثر قدرة على البقاء والعبور والاستمرار والتأثير فى محيطه وخارجه.
يمكن القول إن «عفيفى» هو رجل الفوازير الأول فى الوطن العربى، فبمجرد ذكر اسمه ستقفز إلى مخيلتك صور نيللى وشريهان وسمير غانم فى مواسم الفوازير الشهيرة.
ملامحه وخفة حركته جعلتاه مميزًا ومختلفًا، وساعدتاه على ترك بصمة ما زالت راسخة فى أذهان الجمهور حتى الآن رغم طول الرحلة وبُعد البداية، التى يقول عنها: «التحقت بفرقة رضا، كنت بطل مصر فى القفز بالزانة، وكنت أذهب للتمرين فى النادى الأهلى، وبعد التمرين كنت أذهب للعب الجومباز لشد عضلات البطن، وذات مرة التقيت الأستاذ محمود رضا حينما كان يُدرب أشبال النادى الأهلى على حركات أرضية، فتمرنت معهم، وعرض علىّ الانضمام للفرقة، وبالفعل اشتركت معه وأعطانى العنوان، والآن أنا أحب الفن والرقص، ولا أحب غيرهما».
تألق صانع البهجة حسن عفيفى فى تصميم استعراض فوازير «عروستى» للفنانة نيللى فى العام 1980، وفوازير الخطبة، و«عالم ورق» التى جاءت مختلفة ومميزة فى إيقاعها السريع واستعراضاتها الحديثة. وفى تعليقه على ذلك يقول: «نيللى فنانة استعراضية عظيمة، وممتازة فى كل شىء، وهى ممثلة ومطربة واستعراضية، كاملة من كل شىء، ولديها حضور وخفة ظل دائمان.
وعن رؤيته للفن والرقص وعلاقته بهما، يقول حسن عفيفى: «أنا اتجوزت الفن، ومش هعتزله ولو فيه دور مؤثر ومناسب لشخصيتى هوافق بدون مقابل، لأنى بحب الفن وأحب أساعده، ربنا أعطانى موهبة لا أحجر عليها، لأن ربنا أكرمنى بيها علشان أمتع الناس». مشيرًا إلى أن اختفاء فوازير رمضان يرجع إلى تكلفتها الكبيرة، فالدراما أقل فى التكلفة لهذا يذهب إليها المنتجون ويخشون المغامرة فى فوازير. ويستعيد عفيفى جانبًا من ذكرياته مع سعاد حسنى: «سندريلا الشاشة الله يرحمها، عظيمة فى كل شىء، وكان ليها حضور فنى واستعراضى جميل، تؤدى بشكل عظيم، تغنى وترقص، فنانة كاملة اتخلقت علشان الفن».