48 ساعة وتحل الذكرى المئوية لميلاد الفنانة تحية كاريوكا التى لم تكن مجرد راقصة أو ممثلة فقط ولكنها تحمل تاريخا وحياة زاخرة بالعمل الفنى والسياسى والنضالى والخيرى ، وتمتلئ حياتها بمئات المواقف التى حازت اهتمام العديد من الكتاب وكبار المفكرين للكتابة عنها والإعجاب بها.
وتعرضت الفنانة تحية كاريوكا خلال مسيرتها للسجن، حيث تم سجنها عام 1953 بتهمة الترويج لمبادى هدامة وتوزيع منشورات تم العثور على عدد كبير منها فى شقتها، حيث كانت فى هذا الوقت متزوجة من الضابط مصطفى كمال صدقى أحد الضباط الأحرار الذى انشق عنهم، وظلت تحية فى السجن لما يقرب من 100 يوم ، كان زملاؤها وقتها يقفون أمام السجن لدعمها ومساندتها والمطالبة بالإفراج عنها.
وفى أحد الأيام ذهبت خادمة تحية كاريوكا والطبال سيد كراوية مع المخرج حلمى رفلة الذى كان وقتها يستعد لطرح فيلمها " عاشق الروح" لزيارتها ، ولكن يبدو أنهم لم يتمكنوا من الدخول لزيارتها فوقفوا فى الشارع أسفل نافذة زنزانتها ، وناداها رفلة قائلا :" عاوزة حاجة ياتحية " ، فردت كاريوكا :" نفسى فى الطعمية" ، وسمع مسئولو السجن هذا الحوار فظنوا أن هذه العبارة شفرة تستخدمها كاريوكا ، وأسرعوا لإلقاء القبض على رفلة ومن معه وتم حجزهم فى الحبس لمدة 24 ساعة بتهمة الاتصال بإحدى السجينات دون تصريح من إدارة السجن"، وبعدها تم الإفراج عنهم وإحالتهم إلى المحكمة العسكرية.
وبعد ما يقرب من 100 يوم تم الإفراج عن تحية كاريوكا بعد اعتراف زوجها بأنها لم تكن تعلم شيئا عن هذه المنشورات.
واشتهرت كاريوكا بقوتها ورفضها للظلم بكل أشكاله ووقوفها دائما إلى جانب الحق ، ونصرة زملائها ومن بين المواقف التى حكاها الماكير محمد عشوب أنها عنفت عماد حمدى بسبب غيرته الشديدة على الفنانة شادية فترة زواجها منه، وقال عشوب فى أحد لقاءته:" أقامت الفنانة تحية كاريوكا حفل عشاء فى منزلها لعدد من أصدقائها ودعت إليه عماد حمدى وشادية التى كانت زوجته فى هذا الوقت ودخل أحد المدعوين ليسلم على شادية ، وقبل يدها وهو ما أثار غضب عماد حمدى الذى نظر إليها بغضب قائلا : لما تحترمى جوزك أبقى أقعد معاكى " وتركها ومشى"، وأشار عشوب إلى أن شادية حزنت وشعرت بالحرج فى موقف ليس لها ذنب فيه ، فوعدتها كاريوكا أن تأخذ لها حقها ، وفى اليوم التالى اتصلت بعماد حمدى وعنفته بشدة حتى اعتذر لشادية.