"جالت لى هالتى أم أهمِد كلماية فى متلايـــة..سرجوا الصندوق يامهمِـد لكـــن مفتاهه معايا.. إينايا شنجى كريكرى.. هامصيبة وجالى من بدرى زى الصاروخ فى ودانى.. مافيش هاجة اسمه مصـرى ولا هاجة اسمه سودانـى.. نهر النيل راسه فى ناهيه رجليه فى الناهية التانى.. اتنين جيران بلدنجى والهيطة جنب الـــهيطة.. الناس دى بلاوى كالنجى أيزين هلينا شكانيطة"، هذه الأغنية التى ترددت لأكثر من مائة عام لتعبر عن قوة العلاقة بين الشعبين المصرى والسودانى، ورفض الشعبين محاولات الانفصال التى سعت إليها القوى الاستعمارية وقت الوحدة بين مصر والسودان، كتب كلماتها المبدع بديع خيرى قبل ثورة 1919، وغناها موسيقار الشعب الشيخ سيد درويش، وعلى مدار أجيال ظل العديد من المطربين يرددونها ومنهم إيمان البحر درويش وفرقة بلاك تيما وفرقة أيامنا الحلوة.
وكتب بديع خيرى هذه الأغنية الخالدة فى أحداث سياسية كان سيترتب عليها الفصل بين مصر والسودان اللذان كانا دولة واحدة، وذلك قبل ثورة 1919، ولها قصة حكاها بديع خيرى نفسه فى أحد لقاءته النادرة، مشير إلى أن هذا الأغنية كانت بداية التعارف بينه وبين سيد درويش.
وقال بديع خيرى: "بدأت علاقتى بسيد درويش عندما جاء من الإسكندرية ليشارك بوضع موسيقى وأغانى مسرحية فيروز شاه بمسرح جورج أبيض، وبعد نجاح المسرحية أردت أن أتعرف عليه وذهبت لتعريفه بنفسى، وبمجرد أن قلت اسمى أخذنى بالحضن، وقال أنا لحنتلك حاجة كانت منشورة فى جريدة السيف الإسبوعية وعجبتنى".
وتابع خيرى "أسمعنى سيد درويش أغنية دنجى دنجى بعدما لحنها فأعجبتنى جدا، ومن هنا ترسخت علاقتى به واقترحت عليه أن يعمل معنا فى مسرح الريحانى، وبالفعل انضم لنا عام 1918 واشتغلنا معا فترة ثورة 1919".
وعن هذه العلاقة تحدثت فنانة ومخرجة الكاريكاتير عطية عادل خيرى حفيدة بديع خيرى قائلة: "تعاون جدى مع فنان الشعب سبد درويش وكتب أشهر أغانى ثورة 1919 ومنها أغنية قوم يامصرى".
وأوضحت فى تصريحات خاصة لـ "انفراد": "تحايل جدى على القرارات العسكرية التى تمنع الكتابة عن سعد زغلول والثورة، فكتب أغنية يابلح زغلول تحية لسعد باشا زغلول، ووقتها تم القبض على جدى ولم يستطيعوا إثبات التهمة عليه وتحدى الشعب الحكومة الجائرة الموالية للاحتلال بهذه الأغانى، كما كتب عن الشيالين والموظفين والفلاحين والقلل القناوى والجنسيات المختلفة المنصهرة فى مصر.