فى عام 1984 وبعد فترة عزلة وابتعاد طويلة نجح الفنان سمير صبرى فى إقناع فراشة السينما والرقص الشرقى سامية جمال، التى تحل ذكرى ميلادها اليوم الموافق 5 مارس، بالعودة للرقص من جديد.
وعلى أى حال ومع اختلاف المعلومات حول سنة ميلادها ما بين عام 1921 ، وعام 1924 كانت الفراشة فى هذا الوقت امرأة ستينية، ورغم ذلك حققت نجاحا كبيرا بعد هذه العودة التى تحدث الفنان سمير صبرى معنا عن تفاصيلها، قائلا: "علاقتى بسامية جمال بدأت عندما كنت أزور صديقى رشدى أباظة خلال فترة زواجهما، وكانت زوجة جميلة وطيبة وراقية، ظلت 17 عاما تفخر بكونها مدام رشدى أباظة".
وعن إقناعه لها بالعودة إلى الرقص قال :" بعد طلاق سامية جمال من رشدى أباظة ووفاته غرقت شقتها بسبب انفجار ماسورة مياه وكانت حالتها المادية متعثرة، خاصة أنها كانت متكفلة بشقيقتها وأبناء شقيقتها الخمسة، فخطر لى خاطر بإعادتها للرقص من خلال فرقتى الاستعراضية».
وتابع: «قالت لى إزاى أرجع أرقص تانى هيقولوا ست كبيرة وبترقص ، فقلت لها انتى زى الفراشة وممكن تلبسى توب وتطلعى ترقصى ربع ساعة لوحدك ، وأنا أطلع أغنى وبعدين تغيرى، ثم أغنى لفريد الأطرش وترقصى معى، وإذا شعرتى بأى تعب شاوريلى بعينك هاقفل".
وبفخر تابع سمير صبرى حديثه عن النجاح الذى حققته سامية جمال مع فرقته بعد عودتها للرقص فى هذا السن قائلا: «كسرنا الدنيا ، وكانت الناس بتيجى من كل أنحاء العالم يحجزوا الأوتيل قبل العرض الذى كان موعده يوم الاثنين، وكان العدد يصل إلى 1300 شخص، وبعد نجاحنا انتقلنا بين عدة فنادق، وسافرنا لنقدم العرض فى إنجلترا وأمريكا وإيطاليا».
يتحدث عن أخلاق ورقة سامية جمال: «كانت انسانة رائعة ورقيقة تتحدث دائما بلغة الورود ، واعتادت كل يوم أن تحضر أطواقا من الفل لبنات الفرقة ليرتدينها فى أياديهن، ويوم الافتتاح جاء التليفزيون الفرنسى ليصور معنا، فتحدثت الفرنسية فى البرنامج بطلاقة».
وتابع: «كانت غرفتها فى الفندق بجوار غرفتى وبعد حفلة الافتتاح عدت لأجدها جالسة على الأرض أمام الغرفة، وقالت لى: «ماقدرتش أنام قبل ما أشكرك إنك رجعتنى للحياة تانى».
وأضاف: «من عائد هذه الحفلات سددت سامية جمال ديونها، وأصلحت شقتها ودفعت ما عليها من ضرائب ، وبعد سنة من هذا النجاح قالت لى: كفاية يا سمير أنا رقصت علشان أسدد ما على من التزامات ، وقلت لها: «انتى أصغر من صباح وصباح مازالت تغنى، ولكن قالت كفاية، وبالفعل توقفت وبعد كام شهر ماتت».
كانت سامية جمال ترفض أن تأخذ أجرها قبل أن يتقاضى أفراد فرقتها الموسيقية أجورهم، وأبهرت المشاهدين فى رقصتها الأخيرة التى قدمتها فى ختام مهرجان القارات الثلاث فى مدينة نانت الفرنسية – كما أشارت الكاتبة ناهد صلاح فى كتابها "سامية جمال – الفراشة" ، ووصفتها الصحافة بأنها أجمل ختام للمهرجان وقالت عنها وكالة الأنباء الفرنسية " لاتزال سامية جمال تتربع على عرش الرقص الشرقى الذى احترفته منذ ما يقرب من 50 عاما".
ورغم هذا النجاح قررت الفراشة الاعتزال نهائيا بعد شهور قليلة من العودة ، بل رفضت أن تشارك سمير صبرى فى فيلم "سمسمة"الذى كان ينوى انتاجه من أجلها، وعن ذلك قال سمير صبرى:" كلمتنى وقالت خلاص لغاية كدة ، انا سددت الضرائب واطمنت على أولاد أختى، كفاية قبل مايقولوا العجوزة بترقص".