يعتبر شهر مارس هو شهر المرأة لأنه يحمله الكثير من المناسبات التى تخصها للتأكيد على أهمية دور المرأة فى تنمية وتقدم الشعوب، أمس احتفل العالم بـ"يوم المرأة العالمى"، وتحتفل مصر فى السادس عشر من هذا الشهر بـ"يوم المرأة المصرية"، بالإضافة إلى "عيد الأم" فى الحادى والعشرين أيضًا من هذا الشهر، والتى تحتفل به مصر دون العديد من الدول.
السينما المصرية قدمت العديد من الأعمال الفنية التى تنتصر لقضية المرأة وتظهرها بشخصية قوية وناجحة فى مجال عملها وذات كفاءة وجدارة، ونجحت العديد من النجمات فى تقديم الأفلام تتناول قضايا المرأة، نرصدها أبرز 6 أفلام منها والتى تعمقت وأبرزت هذا الجانب من نجاح المرأة .
"مراتى مدير عام" الذى قدمته العظيمة شادية فى مقدمة الأفلام التى انتصرت للمرأة ولقضيتها، فالفيلم يؤكد على تقبل الزوج لعمل زوجته بل وتترأسه بالعمل، ورغم بعض المشاكل والصعوبات يرى الزوج بالنهاية نجاح زوجته وإخلاصها وحبها له بغض النظر أنها مديرته بالعمل.
وهذا الفيلم من إخراج فطين عبد الوهاب، سيناريو وحوار سعد الدين وهبة وقصة عبد الحميد جودة السحار وبطولة شادية، وصلاح ذو الفقار، وفيه يفاجأ "حسين" رئيس قسم المشروعات بنقل زوجته "عصمت" مديرًا لشركة الإنشاءات التى يعمل بها، يُخفى الزوج حقيقة علاقته بالمدير، ثم يضطر للاعتراف بها بعد أن تحوم حولها الشبهات، يتأزم الموقف بينه وبين زوجته رغم عدم تقصيرها فى واجبها كزوجة فى البيت، ونجاحها فى إدارة عملها بالشركة، وتحقق الكثير من الإنجازات، ورغم ذلك تطلب الزوجة النقل من الشركة حفاظًا على بيتها، ويطلب حسين نقله للمصلحة الجديدة بعد أن يدرك قيمتها الحقيقية فى العمل، ويكتشف أنه لا بد ألا يخجل من عمل زوجته.
من الأفلام المهمة أيضا والتى قدمت منذ زمن قريب وتقترب قصته من فيلم مراتى مدير عام فيلم قامت ببطولته الفنانة منى زكى وهو فيلم "تيمور وشفيقة"، وفيه تمردت شفيقة على سلطة الرجل فى حياتها أو تيمور لأنها تسعى لإثبات ذاتها فى العمل، فأجلت شفيقة التى جسدتها منى زكى فكرة الحب من أجل النجاح حتى تصل لمنصب وزيرة، وعندما حققت أحلامها المهنية وافقت أن ترتبط بحب حياتها تيمور، وفى كل الأحوال وقفت السينما مع المرأة عندما اختارت الحب أو العمل لأنها تملك حق الاختيار
ومن القضايا التي ساندتها السينما بقوة فى عدة أعمال قضية عمل المرأة بالمجالات المختلفة ولم تساندها فقط وإنما قدمت لها حلولا قد تبدو غير مألوفة أحياناً، لكنها فى الحقيقة تصب فى مصلحة القضية وتثبت أن المرأة قادرة على العمل فى أصعب المهن والتوفيق بين بيتها وعملها، ومن تلك الأفلام فيلم "للرجال فقط" لسعاد حسني ونادية لطفى واضطرت فيه البطلتان فى سبيل إثبات الذات لتقمص شخصية رجلين للعمل فى مجال الهندسة والتنقيب عن البترول، لأن هذه المهنة غير مسموح للنساء للعمل بها، ورغم أن الفيلم اجتماعي كوميدي لكنه يثبت نجاح المرأة في المهن الصعبة حيث ينتهي الفيلم باكتشاف البترول.
فاتن حمامة تكاد تكون الأكثر تقديما لقضايا المرأة في السينما المصرية ولكن فيلمها "الأستاذة فاطمة" وهو من أكثر الأفلام التى تثبت نجاح وجدارة المرأة فى مهنة المحاماة، والفيلم إنتاج عام (1952) وإخراج فطين عبد الوهاب، وتأليف علي الزرقاني، بطولة فاتن حمامة، وكمال الشناوى، وتدور أحداثه حول المحامية "فاطمة"، التي يرفض خطيبها "عادل" الموافقة على عملها لعدم إيمانه بقدرتها على النجاح، ولاقتناعه بعدم قدرة المرأة على العمل كمحامية، فتتحدى رأيه لتثبت له أنها متفوقة، وتشتد المنافسة بينهما، إلا أن "فاطمة" لم تكن ناجحة كمحامية، ويتفوق عليها خطيبها، حتى يُتهم في جريمة قتل لوجوده في مكان الحادث، ويطلب منها أن تتولى الدفاع عنه رغم أنها لم تمارس المهنة بطريقة جدية، وتضع "فاطمة" كل جهودها لإثبات براءته، حتى يكلل مجهودها بالنجاح، وتتمكن من معرفة القاتل، ويصدر الحكم ببراءة خطيبها، ويتزوجان، ويقرر أن يجعلها تعمل بالمحاماة.
قدمت النجمة الكبيرة الراحلة مديحة يسرى فيلما ينتصر للمرأة ولعملها بالمحاماة وهو فيلم "الأفوكاتو مديحة"، والذى تدور أحداثه فى حول "محمد أفندى" ناظر عزبة متعلم ومتواضع و"مديحة" التي تُجسدها مديحة يسري، شقيقته محامية شابة تتعالى على حياة الريف بعدما تطبعت بطباع أهل البندر، لم تراع عادات وتقاليد الريف وتلبس البنطلون والشورت في القرية، وتُبدي استياءها من الطعام ونباح الكلاب ولدغ الناموس، ترغب في العودة للبندر، وافتتاح مكتب للمحاماة، مطالبة بحقوق المرأة ومساواتها بالرجل، وتمردت على خطبتها من ابن عمها الفلاح غير المتعلم، وحينما أجبرها أخوها على الزواج منه هربت بملابس الزفاف، تبرأ منها شقيقها، وتركها تذهب للبندر لتُقرر مصيرها، حتى اقتنعت أن ابتعادها عن جذورها بالقرية من أجل المدينة يفقدها نفسها.
من الأفلام أيضا التى قدمت المرأة بشخصية قوية جدا وتواجه الرجل فيلم "شىء من الخوف عام 1969وهومن إخراج حسين كمال وسيناريو وحوار صبري عزت عن رواية ثروت أباظة و بطولة شادية، ومحمود مرسي، ويدور حول "عتريس" الطفل البرىء، الذي بمجرد أن يكبر تتبدل شخصيته لصورة طبق الأصل من جده في قسوته، بطشه، جبروته، يقع في غرام "فؤادة" منذ الصغر، لكنها ترفضه بعد أن صار مستبدا مثل جده، يطلب يدها من والدها رغم رفضها المتكرر الزواج منه، يخشى والدها غضبه ويوافق، يزوجها له الأب بشهادة شهود باطلة، ويفشل الطاغية في استمالة المكرهة على الزواج منه، رغم كونها في غرفته لكنها تلقنه درسًا في فنون القوة الحقيقية، وتبدأ دوامات العداوة بينهما، تقف في وجه بطشه بالقرية التي يثور أهلها من أجل تحريرها، وتتعالى الصيحات "زواج فؤادة من عتريس باطل.. باطل"، تهرع "فؤادة" إلى المُخلصين، بينما يستفيق "عتريس" على النيران التي تلتهم فِراشه الحريري.