عانى العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، الذى تحل ذكرى وفاته الـ42، من العذاب فى الحب رغم أنه كان محاطا بآلاف المعجبات فى مصر والعالم العربى، ولم تكتمل أى من قصص الحب التى عاشها أو تتوج بالزواج حتى رحل عن دنيانا.
وذاق عبد الحليم عذاب الفراق بعدما حرمه القدر من أول حب برحيل حبيبته "ديدى" عن الدنيا بالمرض، وكان يتصور أن قلبه لن ينبض بالحب بعدها ولن يكتب له أن ينعم بالسعادة فى الحب كما ينعم بها فى الفن، ولكن عاش العندليب قصة حب مع فتاة لبنانية وكتب تفاصيل هذه القصة الكاتب الصحفى محمد بديع سربية صاحب مجلة الموعد، خلال سلسلة حلقات نشرت بالمجلة عام 1978 تحت عنوان "مشوار مع العندليب" نشرها فى كتاب وحملت نفس الاسم.
وأشار سربية إلى أن فتاة لبنانية تدعى نجلاء أيقظت مشاعر الحب فى قلب العندليب مشاعر الحب، بالرغم من أن هذا الحب لم يمح حبه القديم، وكان ذلك فى بداية الستينيات، حيث أحب حليم المجتمع اللبنانى ببهجته وأناقته وجماله فى هذه الفترة، وصار العندليب الفنان المدلل فى المجتمع اللبنانى تتخاطفه البيوت والسهرات.
وأوضح أن نجلاء كانت من نجوم مجتمع بيروت الراقى وحسناواته اللاتى يلفتن الانتباه، وكانت حذرة وهادئة لا تبتسم إلا بقدر ولا تظهر إلا فى القليل من المناسبات الاجتماعية، ولفتت انتباه العندليب حين التقاها فى أكثر من مناسبة.
وأكد سربية أن حليم تعلق بهذه الفتاة، حتى أصبح همه أن يراها فى أى مناسبة أو حفل يحضره وأن يتجاذب معها أطراف الحديث، مشيرا إلى أنه كانت لهما صديقة مشتركة قريبة، سألها حليم عند نجلاء وأبدى إعجابه بها، حتى دُعى إلى حفلة فى بيت إحدى العائلات ولبى الدعوة لأنه كان متأكداً من وجودها، ووجه غناءه وعينه نحوها وهو يغنى وجلس بجوارها وطلب أن يرقص معها.
وأشار إلى أن العندليب رأى فى نجلاء الكثير من ملامح ديدى وبدأ الحب بينهما، واعتقدت نجلاء أنه يعبث بقلبها مثل باقى المعجبات ولكن صرح لها حليم بحبه، وأجل سفره إلى مصر وتحدث معها عن مرضه وقصة حياته وحبه لديدى، وقالت له نجلاء إنها تريد أن يكون من تحبه لها وحدها وهو له آلاف المعجبات وأنهما مثل الشرق والغرب، ولم يستطع حليم يومها أن يحسم أمره بأن يطلب منها الزواج، وأخبرها بأنه سيسافر.
وتابع سربية أن حليم أطلق اسم حبيبته اللبنانية على النجمة الجديدة التى اكتشفها فسماها نجلاء فتحى بدلا من اسمها الحقيقى فاطمة الزهراء فتحى.
وعندما سافر العندليب لبيروت لتصوير مشاهد فيلم أبى فوق الشجرة عرف بالصدفة بحفل زفاف حبيبته نجلاء، وأرسل لها باقة ورد تحمل اسمه وتهنئته ليلة الزفاف، ولكن قرأ حليم بعد بعد أربع سنوات خبر طلاق نجلاء فى مجلة اجتماعية لبنانية، وأكد سربية أن آخر حديث دار بينه وبين العندليب حول حبه لنجلاء كان عام 1974، ومنذ ذلك التاريخ لم يعود حليم إلى لبنان حتى وفاته عام 1977.