90 عاما مرت على ميلاد الإعلامية والإذاعية الكبيرة والقديرة فضيلة توفيق، التى اشتهرت بـ"أبلة فضيلة"، التى طالمت ما أثرت فى نشأة كثير من الأطفال والأجيال من خلال برنامجها الإذاعى "غنوة وحدوتة".
تميزت أبلة فضيلة، بعذوبة صوتها وأدائها الجميل والبسيط لوصوله مباشرة إلى قلب وعقل الأطفال، خلال سردها الحكايات والقصص التعليمية لهم، لتجذب الملايين منهم وتساعد الوالدين بشكل إيجابى فعال على ترسيخ القيم والمبادئ التربوية لدى أبنائهم، لتصبح "أبلة فضيلة" أشهر مقدمة برامج للأطفال.
دخلت أبله فضيلة الإذاعة المصرية، فوجدت أمامها الإذاعى القدير محمد محمود شعبان "بابا شارو" وطلبت منه التخصص فى مجال الأطفال، ولكنها مرت في بداية عملها بفترة قراءة النشرات، حتى حانت اللحظة التى تمنتها، حيث انتقل بابا شارو إلى التليفزيون، وهو ما جعل الفرصة سانحة أمامها لتقديم برامج الأطفال وفي عام 1959، تحقق حلمها بالعمل على أشهر برنامج للأطفال بمصر والوطن العربى وهو ما يعرف بـ"غنوة وحدوتة"، التى استضافت خلاله شخصيات كثيرة ومن أبرزها، الكاتب الكبير نجيب محفوظ، الروائى أنيس منصور، الدكتور فاروق الباز، الفنان محمد عبد الوهاب، الشاعر كامل الشناوى، الملحن سيد مكاوى، المطرب عبد الحليم حافظ، الدكتور يحيى الرخاوى وغيرهم الكثير.
حصلت أبلة فضيلة على أجر بلغ 12 جنيها بعد التحاقها بالعمل فى الإذاعة المصرية عام 1953 وكان مبلغا كبيرا مقارنة بأجور العاملين بمؤسسات الدولة فى هذا الوقت، ولأنها تنتمى لأسرة ميسورة الحال حيث كان والدها يمتلك مزرعة وعقارات، فقررت توزيع نصف راتبها على الفقراء والمحتاجين ووقفت فى الشارع الذى كانت تسكن فيه مع عائلتها بمنطقة رمسيس، ووزعت الأموال على من تعرفهم من المحتاجين، أما النصف الثانى من الراتب فاشترت به حلوى وشيكولاتة لحبها الشديد فى الحلوى.
وقبل أن تبدأ أبلة فضيلة، مشوارها فى الإذاعة المصرية، عملت بمهنة المحاماة، حيث تخرجت في كلية الحقوق وكان من دفعتها أسامة الباز وعاطف صدقى وفتحى سرور، ولكن ما جعلها تتوقف عن المحاماة موقف حدث في المكتب الذى تعمل به، حيث جاء متخاصمان ولكنها تمكنت من الصلح بينهما، وهو ما أغضب المحامى الذى تعمل لديه ونصحها بالعمل فى الإذاعة .
وكان أول برنامج قدمته أبلة فضيلة على الإذاعة بعنوان "س و ج"، استضافت فيه كبار الفنانين والمشاهير وقتها من أشهرهم لقائها بكوكب الشرق أم كلثوم والتى اعترضت على إجراء المقابلة مع أبلة فضيلة، بحجة أنها إذاعية مبتدئة، لكن سرعان ما كونت صداقة قوية معها .
