فتاة جميلة رقيقة مغرية جميلة، وامرأة قوية متسلطة..تراها فى أدوارها الأولى كفتاة إغراء لعوب شقية فى بداية الستينات، فلا تصدق أنها هى ذاتها الفنانة التى احترفت وأتقنت أدوار المرأة القوية المتسلطة فى الجزء الثانى من حياتها الفنية، حيث استحوذت الفنانة الراحلة نوال أبو الفتوح التى تحل ذكرى ميلادها ووفاتها اليوم الموافق 10 إبريل فى فترة من الفترات على تلك الأدوار فى الدراما الاجتماعية والتاريخية والدينية.
لا أحد ينسى دولت هانم المرأة المتسلطة التى تفيض ملامحها وانفعالاتها بعلامات الشر والكراهية فى مسلسل الشهد والدموع، وقوة شخصيتها وحدة ملامحها التى أهلتها للقيام بدور شجرة الدر فى المسلسل التاريخى الفرسان، وخاتون فى مسلسل الأبطال، وزوجة أبرهة فى مسلسل الوعد الحق، وجلبهار هانم فى قصة مدينة، وإست نفرت فى المسلسل الدينى الشهير لا إله إلا الله ، وغيرها عشرات الأدوار التى أتقنت فيها نوال أبو الفتوح دور المرأة الحديدية قوية الشخصية أو المتسلطة الشريرة التى لا تضع اعتبارا للمشاعر والأحاسيس.
ترى انفعالاتها وصدقها فى هذه الأدوار فتظن أنها خلقت بلا قلب، تدرك كم عانت حتى تصل بأدائها إلى هذه الدرجة من الإتقان بعد أن كانت تؤدى فى بداية حياتها أدوار فتاة الإغراء اللعوب، وذلك بعد أن اكتشفها عملاق الكوميديا الراحل عبد المنعم مدبولى بعد أن أعلن عن مسابقة للوجوه الجديدة ، ففازت نوال أبو الفتوح المولودة فى محافظة الشرقية فى 10 إبريل الموافق 1940، والتى كانت تعمل مدرسة موسيقى بعد حصولها على بكالوريوس المعهد العالى للموسيقى لتشارك فى أول عمل لها وهو مسرحية "المفتش العام" سنة 1961، وبعده مسرحية جلفدان هانم ثم فيلم الزوجة ال 13 ، لتتوالى أدوارها كفتاة مثيرة جميلة لعوب فترة الستينات والسبعينات ومنها:"30 يوم فى السجن ، هى والشياطين، بنت شقية، الشياطين الثلاثة ، العزاب الثلاثة ، صبيان وبنات ..وغيرها".
غابت الفنانة نوال أبو الفتوح لمدة 5 سنوات للتفرغ لتربية ابنها لتعود فى بداية الثمانينات أكثر قوة وتغير جلدها الفنى لتقدم أدوار المرأة القوية الحديدية وتبدع فى هذه الأدوار التى لا تنسى بأدائها وانفعالاتها وملامح وجهها، عادت الجميلة ولكن بوجه جديد وإبداع أكثر وأكبر فقدمت أروع الأدوار فى العديد من المسلسلات الاجتماعية والدينية، وظل إبداعها حتى عام 2004 حيث قامت ببطولة آخر أعمالها مسلسلا المعمورة، وحدث فى الهرم ، وبعدها اشتدت عليها آلام سرطان العظام الذى أصابها.
كانت النجمة الراحلة نوال أبو الفتوح تحمل جزءا من صفات المرأة القوية التى جسدتها فى معظم أعمالها ، نفس القوة رغم المرض ونفس الكبرياء رغم أنها أنفقت كل ما تملك على العلاج ، فرفضت مبادرة الفنان "عادل إمام" الذى اقترح تخصيص إيراد يوم من عرض مسرحيته "بودي جارد" لعلاجها، وبررت ذلك بأنها لا تقبل الإحسان من أحد حتى لو كان صديقًا ، لتقضى المرأة الحديدية 17 يوما فى العناية المركزة حتى صعدت روحها إلى بارئها فى نفس يوم ميلادها الموافق 10 إبريل من عام 2007 عن عمر يناهز 67 عامًا...رحمة الله على نجمة الدراما والسينما ، مدرسة الموسيقى والفنانة الحديدية نوال أبو الفتوح.