قليلة جدا الأعمال التي قدمتها الفنانة القديرة الراحلة محسنة توفيق مقارنة بفنانين آخرين من جيلها عاشوا نفس الفترة الزمنية التي بقيت فيها على قيد الحياة، فالراحلة لم تقدم غير 7 أفلام و 5 مسلسلات وفي المسرح حوالي 6 مسرحيات لكن في كل عمل قدمته كانت مؤثرة ومبدعة وتركت بصمة راسخة، ونتذكرها دائما في كل عمل بتفاصيل ما تقدمه حتى لو كان دورها في العمل صغيرا، فمحسنة كانت ممثلة تمنح الدور أهمية حتى لو كان صغيرا .
محسنة توفيق كانت فنانة لها موقف ومثقفة جدا وبرغم دراستها للزراعة إلا أنها كانت تمتلك ثقافة موسوعية وبرغم قلة ظهورها الاعلامي إلا انها كانت عندما تظهر تبهر الناس بآرائها وبما تقترحه من حلول لمشاكل في مجالات مختلفة تخص مصر .
الراحلة كما ذكرنا كانت مميزة في كل دور تقدمه ولكن ربما كانت ادوار مثل " أنيسة " في مسلسل ليالي الحلمية من الادوار التي ارتبطت مع الناس ومثله أيضا دورها في فيلم " العصفور " من إخراج يوسف شاهين فهو من أدوارها المميزة أيضا، التي صرخت فيه صرختها المعروفة "لأ، حنحارب لأ، حنحارب " وكان المخرج يوسف شاهين مقتنعا بموهبتها وعبقريتها في التمثيل ولذلك قدمت معه أيضا أفلام "الوداع يا بونابرت" و"إسكندرية ليه".
أداء الفنانة محسنة توفيق كان دائما اداء فنيا صادقا فقد كانت الراحلة تتماهى في الشخصية التي تقدمها وربما يظهر التماهي أكثر على خشبة المسرح، ففي الاعمال التي قدمتها وهي "مأساة جميلة" و"منين أجيب ناس" و"حاملات القرابين" و"الدخان" و"إيرما" و"عفاريت مصر الجديدة" كانت تبدع علي المسرح وتنال الكثير من الاستحسان والقبول فهي كانت تمتلك كاريزما كبيرا على المسرح .
نتذكرها أيضا في شخصية زوجة إبليس في مسلسل " الكعبة المشرفة " وفي أعمال مثل"الشوارع الخلفية" و"الوسية" و"أم كلثوم" و لكن يبقى دورها في "ليالي الحلمية" الأكثر تأثيرا لدى المشاهدين المصريين والعرب.