ملامحهم الطبية المصرية وخفة الدم الممزوجة بالكوميديا الهادفة، كلها عوامل أثرت وتأثر بها المصريين، حيث يمكن أن يطلق على ما قدموه من فوازير جذبت الشعب المصرى أمام الشاشة الصغيرة، خلال حقبة التسعينات والثمانينات، بالسهل الممتنع حيث المزج بين الضحكة والمعلومة، ولعل ما خلق ذلك هو الموهبة التى تسير فى عروقهم كما يسرى فى مجرى الدم.
طوال 10 سنوات، أطل الممثل الكبير الراحل فؤاد المهندس على جمهوره خلال شهر رمضان، من خلال فوازير عمو فؤاد، فى القرن الماضى، والتى كان لها أثرا كبيرا فى وجدان الأطفال والشباب فى ذلك الوقت.
تتسم فوازير عمو فؤاد بالمعلومات القيمة، وعلى سبيل المثال "فوازير عمو فؤاد بيلف بلاد"، والتى يطرح من خلالها فزوره تحتوى على معلومات عن البلد التى سوف يذهب عليها، سواء عن طريق مشاهيرها أو معلومات عن معالمها السياحية وثقافتها، وما كان على المشاهد معرفة تلك الدولة، على نفس الإطار قدم فوازير "عمو فؤاد راجع يا ولاد" ، كانت الفزوره عبارة عن لغزا عن محافظة أو مدينة أو مكان يقع بداخل مصر، كما قدم فؤاد المهندس "عمو فؤاد إديانا ميعاد" وكانت تضم فوازير الألغاز عن المخترعين فى مختلف العالم وسيرة حياتهم.
"جدو عبده .. عامل ايه .. زارع أرضه .. زارع ايه" للفنان عبد المنعم مدبولى، والذى حجز أيضا مكانا رائعا فى قلوب الأطفال والكبار، وكانت أحداث الحلقات تدورحول أحد النباتات التى تزرع فى الأرض، بما فى ذلك معلومات رائعة عن نوعيه النبات ودورة زراعته، وعادة ما كانت تقدم معلومات عن لونه وطعمه ورائحته، ليقوم الجمهور بحل الفزورة.
لم ينسى الجيل الذى جلس أمام الشاشة الصغيرة فى الثمانينات ما يعرف بالعمدة الألى، والتى كانت ضمن احداثها، وضم أحداث المسلسل مجموعة رائعة من النجوم والتى من ضمنها الفنان محمد الصاوى وأحمد راتب، والفنانة نسرين، وسلوى عثمان، والفنان عثمان عبد المنعم وأحمد عبد الهادى.
من خلف الكواليس كان المخرج الكبير الراحل محمد رجائى، كان واحدا من الصناع الرائحين للفزورة فى رمضان، والذى نجح طوال تلك الفترة فى جذب الأسر المصرية، بمحتوى هادفا سواء فترة تقديمها من نجم الكوميديا فؤاد المهندس أو عبد المنعم مدبولى.
طوال سنوات استمرت فوازير جدو عبده، تقدم فى شهر رمضان من نجاح موسم إلى آخر، وخاصة الأطفال الذى ارتبط بها ارتباطا وثيقا، فهم جمهوره الخاص الذى أهتم بهم وقدم لهم أعمالا فنية عديدة، بالإضافة إلى الأغانى التى تعلقوا بها وكان أشهرها: "توت توت قطر صغنطوط، الشاطر عمرو"، وكذلك مسرحيات الأطفال التى قدمها لهم.