أشاد الناقد الفنى محمود عبد الشكور بمسلسل "بركة" للفنان عمرو سعد، والذى يعرض حصريًا على شاشة قناة cbc، واصفًا إياه بـ"مسلسل متميز فى فكرته".
وأعرب عبد الشكور عن إعجابه الكبير بشخصيات المسلسل وكتابته، مشيدًا بمؤلفه محمد الشواف قائلًا: "كتابة جيدة وخفيفة الظل، رغم أن الأسهل أن يحول حكايته إلى مأساة مزعجة، إلا أن المعالجة ذات اللحظات المرحة، تتسق تمامًا مع شخصية بطله الذى يبدو عاديًا تمامًا، ولكنه عندما يختبر فى كل مرة يبدو فعلاً كبطل شعبى حقيقى".
كما أضاف عبد الشكور فى منشور على صفحته الخاصة على "فيس بوك": "الجملة الافتتاحية المكتوبة للمسلسل تقول إن كل الشخصيات خيالية، ما عدا بركة، الذى يراه المؤلف موجودًا فى داخل كل فرد منا، ولكنه ينتظر فرصة الخروج، بركة إذن هو ابن البلد الذى لم تفسده الفوضى ولا العاصمة، الرجل الذى يحمل بداخله أفضل قيم الصعيد، يواجه أسوأ ما أفرزته العاصمة، يواجه مافيا المصالح والفساد، وبينما نظن أنه وحيد، نكتشف، كلما انتقلنا إلى زاوية رؤية أوسع، أن بركة ليس بمفرده فى المعركة، سبقه والده الذى يدفع عن طيب خاطر ثمن مواجهته للفساد (رياض الخولى)، وتسانده أم بركة (هالة صدقى فى دور مميز جدًا)، ويسانده كذلك بعض المحيطين به".
ونوه الناقد الفنى لكون المسلسل أظهر جانبا مختلفًا للشخصية الصعيدية التى حاصرتها الدراما فى أماكن محددة وموضوعات أغلبها كئيبة ومستهكلة قائلًا: "تتحول فى المسلسل الى شخصية مدهشة يؤديها عمرو سعد بحفة ظل، وحضور كبير، وبلهجة منضبطة، يصبح الصعيدى محاربا بالعقل وبالذكاء، وبإيمانه بأن مركب الحق "ربنا بيسيّرها" ، ولكنه يؤمن أيضا بأن الحق يحتاج الى فن للحصول عليه، مثلما قال له والده فى السجن، مضيفًا لعل بركة من الشخصيات الإيجابية القليلة التى شاهدتها فى مسلسلات السنوات الأخيرة، وأفضل ما فيها أن تفاصيلها حقيقية، وأن طريقة أدائها تقول إنها شخصية تعيش بيننا، شخصية واقعية وعملية، وليست مثالية، كل ما فى الأمر أن لديها خطوطا حمراء لا يمكن أن تتجاوزها ، وأنها يمكن أن تقاتل دفاعا عنها، لاتريد المشاكل، ولكنها لا تهرب منها إذا جاءت، حتى فى يوم عيد ميلادها".
كما أردف محمود عبد الشكور فى توجيهه الشكر لأداء عمرو سعد، الذى تمكن م نإخراج جانب كوميدي م نشخصيته غلبت - على حد وصفه" نجوم الكوميديا فلا رمضان، معلقًا: " أنا صعيدى وأعرف طريقة "اللجش" بلهجتنا، أو "لقلش" باللهجة القاهرية، التى يستخدمها الصعايدة فى الكلام، والتى قدمها عمرو ببراعة، فى "يونس ولد فضة" ولدت طريقة أدائه المدهشة للشخصية الصعيدية المرحة، ولكن الفارق كبير بين يونس وبركة، فالأول لم يكن يمانع فى الإستفادة من الفساد، أما بركة فهو نحن عندما يخرج أفضل ما فينا، نحن إذا أردنا أن نرفض أن نكون جزءا من العيب".