يحلم أى موهوب باليوم الذى يصبح فيها مشهورا، ويتردد اسمه فى وسائل الإعلام وتتسلط عليه الأضواء ، ويبقى عالقا فى ذهنه بعد شهرته تفاصيل وملابسات المرة الأولى التى نشرت فيها الصحف اسمه ، وهكذا الفنانون تظل ذكرى أول مرة نشرت فيها أسماؤهم بالصحف عالقة فى أذهانهم دائما بكل تفاصيلها.
ولنجوم الزمن الجميل ذكريات خاصة مع نشر أسماؤهم لأول مرة فى الصحف ، حيث كانت الصحف الورقية وقتها من أهم وسائل الإعلام ، والوسيلة الوحيدة لشهرة الفنان ، قبل بدء التلفزيون ، وفى زمن لم يعرف فيه النجوم الشهرة عن طريق الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعى كما يحدث الآن ، ومن بين هذه الذكريات ما نشرته مجلة الكواكب عام 1954 ، عن ذكريات النجوم مع أول مرة كتبت فيها أسماؤهم فى الصحف.
وكان من بين النجوم الذين تحدثوا عن ذكرياتهم مع أول مرة نشرت فيها الصحف أسماؤهم الفنان الكبير يوسف وهبى الذى ذكر أن اسمه نشر لأول مرة عام 1916 فى جريدة المقطم ، حيث كان فارس نمر أحد أصحاب الجريدة ويكتب مقالا يوميا يسجل فيه خواطره ، وكتب ذات مرة يصف فيها مأساة أب يبكى على مستقبل ابنه الذى كاد أن يضيع بسبب حب الابن لما أطلق عليه " التشخيص" أى فن التمثيل الذى كانت ترفضه العائلات الكبيرة وترفض أن يعمل أبنائها به ، وكان هذا الأب هو عبدالله وهبى والد يوسف وهبى الذى ضبط ابنه متلبسا بجريمة التشخيص ، وحاول أن يمنعه بالعنف تارة واللين تارة فلم يفلح ، وجلس الأب بين أصدقائه ومن بينهم فارس نمر صاحب جريدة المقطم ليحكى لهم مأساته ، فكتب النمر مقالا يقول فيه " إن لصديقنا عبدالله وهبى ولد اسمه يوسف صغير السن ولكنه اصيب بالجنون ويريد أن يشتغل بالتشخيص"