فى تاريخ المسرح المصرى لن تجد كُتابا كبارا للكوميديا الراقية إلا قليلا، ويأتى لينين الرملى على رأس القائمة، فهو رائد صناعة الضحك الراقى فى المسرح العربى بما قدمه من أعمال ذات قيمة كبيرة، وبعضها يمثل علامات مهمة فى تاريخ المسرح المصرى، صنع بها مخرجون وفنانون مجدهم المسرحى من خلال أعمال كاتبنا لينين الرملى، منها مثلا: "أهلا يا بكوات" لحسين فهمى وعزت العلايلى وإخراج عصام السيد، و"الهمجى" لمحمد صبحى وسعاد نصر، "وجهة نظر" لمحمد صبحى وعبلة كامل، و"تخاريف" لمحمد صبحى وهناء الشوربجى، و"سك على بناتك" لفؤاد المهندس وسناء يونس وشريهان، وغيرها من الأعمال الخالدة فى وجدان المشاهد العربى.
تتردد دائما مقولة "رجل مسرح" وهى تعنى أن هذا الفنان يعشق المسرح ويعطى له ويعمل فيه بكل حب وبدون انتظار عائد، وهكذا كان لينين الرملى أعطى وما زال يعطى للمسرح، وكان ما يتربحه من الكتابة يصرفه على مشاريع وورش وإنتاج مسرحيات للشباب، ولذلك اختيار الكاتب الكبير لينين الرملى لتكريمه فى المهرجان القومى للمسرح المصرى فى دورته الثانية عشرة بإطلاق مسابقة التأليف المسرحى باسم كاتبنا اختيار فى محله ومكسب للمهرجان نفسه وجاء فى توقيته، حيث إن مبدعنا الكبير يمر بأزمة صحية نتمنى له الشفاء والعودة للكتابة والإبداع، فنحن بالفعل فى حاجة لكتاباته.
كان لى الشرف فى التعامل مع الكاتب الكبير لينين الرملى مرتين، مرة عن قرب فى العمل كممثل فى مسرحية من مسرحياته وهى "الشىء"، والتى أخرجها محسن حلمى، وقدمت بمجموعة شباب على مسرح المركز الثقافى الفرنسى، واستفدت من تلك التجربة كيفية احترام الجميع لكل كلمة يكتبها لينين الرملى فى نصه المسرحى، فلا يجرؤ ممثل أو مخرج بتغيير كلمة أو استبدالها، فاحترام النص المسرحى والكلمة هو السمة الأساسية فى كل أعمال لينين الرملى، ويكاد يكون هو الكاتب الوحيد الذى يحضر كل بروفات أعماله وعروضها أيضا ويتابع كل حرف وكل كلمة.
المرة الثانية التى اقتربت فيها من كاتبنا كانت عن بعد من خلال مسرحيته "أنت حر" التى قمت بإخراجها لمنتخب الجامعة، ونلت بها الكثير من الجوائز، وحينها اتصلت بكاتبنا وأستأذنته فى تقديمها وإعادة إخراجها، بعدما أخرجها محمد صبحى لأول مرة رد على بجملة واحدة: "أخرجها بس احترم النص وانت بتخرجها".