على باب مصعد الفندق رأته صدفة حين كانت تؤدى مناسك العمرة مع الشاعرة علية الجعار، فرحت وشعرت بأن القدر رتب هذا اللقاء حتى تتخلص من حالة القلق التى تشعر بها منذ فترة، رحبت به وبادرته قائلة: "عمى الشيخ أنا شادية"، فبادلها التحية، وطلبت منه أن يدعو لها بالمغفرة والرحمة، فقال: «إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء"، وبعد هذا اللقاء توالت الأحداث والمواقف حتى قررت الفنانة شادية اعتزال الفن والابتعاد عن الأضواء نهائيا.
كانت شادية قبل هذا اللقاء تشعر بالقلق، وفارق النوم عينيها، حتى كانت تقوم ليلا باكية، خاصة بعد وفاة شقيقيها محمد وطاهر، وشعرت بالرغبة فى زيارة بيت الله الحرام وهناك قابلت الشيخ الشعراوى صدفة.
وبعد هذا اللقاء ذهبت لإجراء جراحة بأمريكا، وقضت معظم وقتها فى قراءة القرآن والصلاة، فشعرت بالراحة التى تنشدها ، وقررت وقتها ألا تغنى سوى الأغانى الدينية، وبالفعل عادت لتقدم أغنية "خد بإيدى" التى كانت آخر ظهور لها فى الليلة المحمدية عام 1986 ، وبكت وهى تردد كلمات الأغنية ، ورغم أنها كانت اتفقت مع الشاعرة علية الجعار على عدد من الأغنيات الدينية ، إلا أن كل محاولاتها لحفظ الكلمات باءت بالفشل، فذهبت لاستشارة الشيخ الشعراوى، وأخبرته بأنها لم يعد لديها رغبة فى الغناء وفقدت قدرتها على الحفظ وأنها وعدت الجمهور بغناء الأغانى الدينية، ولكنها لا تستطيع الوفاء بهذا الوعد، فأجابها إمام الدعاة بأن الوفاء بوعدها لله أولى من الوفاء بوعدها للناس، فخرجت النجمة وقد قررت الاعتزال وعدم الظهور نهائيا.
رفضت الفنانة شادية كل محاولات إعادتها للأضواء حتى وإن كان بقراءة أدعية دينية للإذاعة، حتى أنها لم تحضر الاحتفال بتكريمها من مهرجان القاهرة السينمائى، وأصبحت تستشير الشيخ الشعراوى فى كل كبيرة وصغيرة، وهنا انطلقت الشائعات لتؤكد زواج الفنانة شادية من الشيخ الشعراوى، حتى أن البعض سأل الشيخ عن صحة هذه الشائعة فأجاب: "زواجى من شادية شرف لا أدعيه"، فى حين لم تصدر الفنانة شادية أى تصريح ينفى أو يؤكد ذلك.
تحدثنا مع محمد عبدالرحيم الشعراوى حفيد إمام الدعاة حول هذه الشائعة وأسبابها، فأجاب :" الفنانة شادية كانت جارتنا حيث كانت تسكن بالقرب من المريوطية، وكانت أحيانا تأتى لزيارة الشيخ وطرح الأسئلة عليه ومعها بعض الفنانات، حيث كانت تصطحب أحيانا الفنانة سهير البابلى، والفنانة كريمة مختار".
وأوضح حفيد الشعراوى لـ "انفراد" أن شادية زارت جده حوالى 6 مرات وكانت تسأله فى أمور الدين، وسألته بعد أن أفتاها بعض الشيوخ بأن الأموال التي جمعتها من الفن حرام وأن عليها أن تتخلص منها، فأفتاها جدى بأن تحتفظ بما يضمن لها حياة كريمة ومستوى لائق، وتحتفظ بمن يعملون لديها ويخدمونها وأن تتبرع إن أرادت بما يزيد عن ذلك، مضيفا :"جدى قال للفنانة شادية مش معقولة بعد الاعتزال تتبهدلى فى نهاية حياتك".
وأكد محمد عبدالرحيم الشعراوى أن العديد من الشائعات انطلقت حول جده فى حياته وبعد مماته :"زوجوه من بعض الفنانات والأميرات وكان جدى عندما يسمع هذه الشائعات يضحك ويقول : ليس لدى ما أعطيه لهن وليس لديهن ما يعطونه لى"، مشيرا إلى أن البعض حاولوا النيل من الشيخ الشعراوى بإطلاق بعض الشائعات، وانطلقت الشائعة حول زواجه من الفنانة شادية لأنها كانت أوائل الفنانات اللاتى اعتزلن وأشهرهن.
وأضاف:" جدتى توفيت عام 1977، وبعدها تزوج الدعوة ولم نكن نفارقه حيث كان أبناؤه وأحفاده يعيشون معه وكان والدى يرافقه فى كل جولاته ولقاءاته".