منحهم الفن بريقًا وشهرة وجعلهم دائمًا تحت الأضواء وفى مقابل كل هذا أصبحوا أكثر الناس عرضة للشائعات، التى يصدقها ويتداولها الكثيرون حتى يصبح بعضها مسلمًا به دون تدقيق أو تأكد من صحتها، هكذا هى حياة أهل الفن والمشاهير قد يطالها الكثير من الشائعات التى لا تقتصر على أعمالهم وحياتهم الفنية فقط بل تتجاوزها أحيانًا لتتناول حياتهم الشخصية والاجتماعية أو تتجاوز ذلك لما بعد رحيلهم، ويظل تداول بعض هذه الشائعات على نطاق واسع رغم نفيها أكثر من مرة.
لذلك قررنا أن نتناول أشهر الشائعات المتداولة عن نجوم الفن والتى يعتبرها البعض حقائق مسلم بها لنتبين حقيقتها ومدى صحتها؟
لا يمكن لأحد أن ينسى إفيهاته وطريقته فى الكلام بقامته القصيرة وجسده الممتلئ ومشيته المميزة: "انتى ست انتى، ده انتى ست اشهر، يا صفايح الزبدة السايحة، كلمتى لا يمكن تنزل الأرض أبدًا.. خلاص هتنزل المرة دى" ومرافعته الشهيرة فى فيلم الأستاذة فاطمة وهو يحاول أن يثبت فصاحته وبراعته وعلمه أمام جاره الذى يتهمه دائما بالجهل.
ربما كانت هذه الأدوار والهيئة التى اشتهر بها الفنان الراحل عبدالفتاح القصرى سببا فى أن يعتقد الكثيرون أنه أمى وغير متعلم وهى المعلومات التى تحققنا من مدى صحتها بالرجوع إلى ابنة شقيقه نجلاء القصرى وعدد من المصادر التى تناولت سيرة الفنان الكوميدى الراحل، والتى أكدت أن القصرى ينتمى إلى عائلة تعمل فى الصاغة، وكان أفرادها ومنهم والده فؤاد القصرى يمتلكون محلات ذهب فى الجمالية.
وأوضحت ابنة شقيقة القصرى أن جده كان يتمنى أن يرى حفيدًا ليمتد به اسمه ويرث صنعة أجداده فى تجارة الذهب، حيث كانت الأسرة قليلة الإنجاب، وكان ميلاد عبد الفتاح القصرى يوم فرح للعائلة خاصة الجد، ليصبح الحفيد المدلل المولود وفى فمه ملعقة من ذهب.
وارتبط عبد الفتاح القصرى بجده ومنطقته ارتباطًا شديدًا منذ طفولته، فاختلط بأولاد البلد والتجار والباعة وأصبح يتحدث ويتصرف مثلهم، ويرتدى الجلباب مثلهم ومثل جده.
وأراد والده أن يلحقه بإحدى المدارس التى يتعلم فيها أبناء الطبقة الراقية فألحقه بمدرسة الفرير الفرنسية.
ورغم تفوق القصرى فى الدراسة إلا أنه كان دائم التأخر عن المدرسة بسبب سهره مع أصدقائه على المقاهى، واستمر فى المدرسة حتى أتقن اللغة الإنجليزية والفرنسية، ثم حسم أمره بعدم الرغبة فى استكمال دراسته، وأن يسير فى طريق الفن، وهو ما يؤكد عدم صحة المعلومات والشائعات التى تشير إلى أن عملاق الكوميديا عبدالفتاح القصرى كان أميًا لا يعرف القراءة والكتابة، لأنه كان يتقن اللغتين الفرنسية والانجليزية ، حتى أنه كان يترجم الروايات الأجنبية عندما عمل فى بداياته بمسرح جورج أبيض.