أقدمها ذئاب الجبل.. 5 مسلسلات درامية غيرت فى عادات وتقاليد الصعيد

يعتبر المجتمع الصعيدى أرضًا خصبة للكثير من الأعمال الفنية التى تتناول الحياة الصعيدية بكل ما تحمله من أسرار وعادات وتقاليد، منها الإيجابى ومنها السلبي، وتتميز بعض المسلسلات الصعيدية عن باقى الأعمال الفنية على مدار التاريخ بما تقدمه من شخصيات تظل محفورة داخل أذهان المشاهدين سنوات طويلة. ويعتبر مسلسل "ذئاب الجبل" من أقدم الأعمال الدرامية للراحل مجدى أبو عميرة، وبطولة الراحل عبد الله غيث والفنان أحمد عبد العزيز، وقد حقق نجاحًا إيجابيًا منذ عام 1992 حتى الآن فى القضاء على فكرة حرمان البنات من التعليم؛ حيث كانت أحداث المسلسل تدور حول شخصية البدرى، الشاب الجامعى الذى رفض تعليم شقيقته وردة للحفاظ على العادات والتقاليد القديمة التى كانت تصل إلى حد القتل إذا فكرت البنت الصعيدية فى التعليم بدلاً من الزواج ليصبح مسلسل ذئاب الجبل من وقتها حتى الآن الخطوة الإيجابية الأولى فى تغيير هذه العادات والتقاليد القديمة لدى الكثيرين من أبناء الصعيد، وتعليم البنات مثل الشباب وعملهن فى أهم المناصب. ويأتى بعده مسلسل "الضوء الشارد" فى عام 1998، إخراج الراحل مجدى عميرة وبطولة الفنان ممدوح عبد العليم وسميحة أيوب ليكون "الضوء الشارد" مؤثرًا فى تاريخ محافظات الصعيد الحديث لدرجة استخدام الموسيقى التصويرية له فى تتر البداية والنهاية والرقص عليها فى احتفالات أفراح الصعيد حتى الآن، بعد أن ساعد فى تغيير فكرة الزواج بين الطبقة الغنية والطبقة الفقيرة؛ حيث اعتمد المسلسل على شخصية "رفيع العزايزي" التى جسدها الفنان ممدوح عبد العليم، وزواجه من أرملة شقيقه لتربية ابن أخيه، والتخلص من أفكاره السلبية التى كانت ترفض مبدأ الزواج من مستوى اجتماعى أقل منهم؛ ليكون "الضوء الشارد" نقطة البداية فى تغيير فكرة الزواج من ناحية الحسب والنسب التى كانت منتشرة بين أبناء عائلات قرى الصعيد. ثم يظهر الفنان يحيى الفخرانى فى عام 2003 بمسلسل "الليل وآخره" وتناوله شخصية "رحيم" الأخ الأكبر وتاجر الأقمشة الذى استحوذ على جميع ممتلكات أبيه وحرم أشقاءه من الميراث الشرعي؛ انتقامًا منهم بسبب قصة حبه التى لم يأذن لها القدر بالاكتمال مع الراقصة حسنات؛ لتدور الأيام دورتها ويشرب "رحيم" من نفس الكأس عندما كبر نجله وجيه، واستخدم نفس مصطلحات أبيه فى الطمع وحب المال ومنع أبناء عائلته من الميراث الذى كان السبب فى قتله، ما دفع رحيم للاعتراف أمام المحكمة وأمام الجميع بأنه هو القاتل الحقيقى عندما غرس فيه طرق أكل الميراث الشرعي؛ ليناقش "الليل وآخره" الكثير من القضايا المدفونة فى قلب الصعيد وخصوصا مسألة حرمان الإناث من الميراث الشرعى وتوعية أبناء الصعيد بالنتائج المترتبة على الحرمان من الميراث، فساعد المسلسل بذلك فى تغيير هذه الأفكار لدى الكثير من العائلات، وجعلهم يقومون بتوزيع الميراث عليهم بالطرق الشرعية. ويتابعه فى عام 2013 مسلسل "القاصرات" للكاتبة سماح الحريرى والراحل مجدى أبو عميرة الذى ناقش أخطر الظواهر التى كانت موجودة بكثافة على مستوى محافظات خط الصعيد، حيث كانت أحداث المسلسل -الذى يلعب دور البطولة فيه الفنان صلاح السعدنى- تدور حول شخصية عبد القوى الذى كان يبحث عن إرضاء شهوته الجنسية بالزواج من القاصرات ودفع مبالغ مالية كبيرة لأسرة الفتاة التى يريد أن يتزوجها على رغم اعتراض الفتيات على الزواج منه؛ كونه لا يناسب عمرهن الصغير وقتلهن وهن على قيد الحياة، واستطاع مسلسل القاصرات فى عام 2013 توصيل الرسالة بطريقة سريعة إلى محافظات الصعيد بعد تسليط الضوء على هذه الظاهرة التى كانت موجودة بشكل كبير، والبحث عن العوامل والأسباب التى تؤدى إلى زواج القاصرات وتحملهن المسؤولية قبل الأوان وحرمانهن من طفولتهن واغتيال براءتهن، بالإضافة إلى إصابتهن بالعقم نتيجة الزواج المبكر الذى تكون نهايته الفشل، وارتفاع نسبة الطلاق ليكون مسلسل القاصرات المحطة الأولى فى توعية أبناء الصعيد منذ عام 2013 بمخاطر زواج القاصرات؛ مما أدى إلى انخفاض نسبة زواج القاصرات بشكل كبير بعد تناول الحقيقة من خلال هذا العمل الدرامى. أما مسلسل "طايع" فهو من أحدث الأعمال الفنية للمخرج عمرو سلامة وبطولة الفنان عمرو يوسف لعام 2018، وقد تناول هوس البحث عن الآثار وما يحدثه من جرائم تؤدى إلى القتل، كما تناول قضية استمرار الثأر بين الأجيال؛ حيث تدور أحداث المسلسل حول شخصية "طايع" الشاب الصعيدى خريج كلية الطب الذى استطاع اختراق العادات والتقاليد على رغم امتلاكه موهبة الكشف عن الآثار، والعمل بعرفه الخاص فى الابتعاد عن أخذ الثأر؛ للحفاظ على مستقبل الأجيال القادمة وعدم الخوض فى بحر الدم؛ حيث تغيرت وجهة نظر الكثيرين من شباب الصعيد فى قانون أخذ الثأر بين عائلات الصعيد والتعاون مع الأجهزة الأمنية وكبار العائلات لإنهاء الخصومات الثأرية القديمة والجديدة؛ مما جعل أغلب محافظات الصعيد تشهد تزايدا فى عدد جلسات الصلح بين العائلات عن الأعوام السابقة.