كيف صورت الدراما التليفزيوينة قصص عشق فتيات الصعيد؟

من المعروف أن عادات وتقاليد الزواج فى محافظات الصعيد تختلف من محافظة لأخرى بل من قرية لأخرى، حيث لها طقوس مختلفة عن المدن، بسبب الحسب والنسب بين العائلات من جهة، وأحيانا بسبب الثأر والمشاكل القديمة بين العائلات من جهة أخرى، لتصبح هذه الطقوس الأرض الخصبة للكثير من الأعمال الدرامية فى تناول قصص الحب والزواج التى لم يصادفها القدر، والتى انتهت بالفعل بطرق مأساوية. هناك العديد من المسلسلات الدرامية سواء التى عرضت فى السابق أو خلال المواسم التليفزيوينة الأخيرة، تقوم بتكرار مشاهد عادات وتقاليد الصعيد فى عرف وقانون الزواج الخاص بهم، والذى يحكم بقتل الفتاة فى حالة مخالفتها للعادات والتقاليد القديمة، وهناك بالفعل أدوار فنية تجذب انتباه المشاهدين فى حالة تنفذيها بشكل قوى، لكن يتم تقديمها دون مراعاة شعور فتيات الصعيد فى الوقت الحالى. . فى مسلسل "ولد الغلابة" بطولة الفنان أحمد السقا كانت الأحداث عبارة عن قصص حب ملطخة بالدماء بين أبطال المسلسل عندما تزوجت "قمر" شقيقة عيسى ولد الغلابة فى السر من "المعلم ضاحى"، الذى قتل على يد عيسى للتخلص من هذا النسب، أما عن قمر فكانت شهيدة الحب على يد شقيقها حمزة ولم تتوقف هذه المذبحة البشرية داخل المسلسل، حيث تنتقل المشاهد بين حلقات المسلسل لتصل إلى زواج الفنان هادى الجيار والذى جسد شخصية عزت الطحان وحبه من فتاة صغيرة وأجبرها على العيش معه بدون رغبتها، انتقاما من أبيها ليصبح زواج فتيات الصعيد معركة دموية تحصد أرواحهن من وجهة نظر مسلسل ولد الغلابة. أما عن مسلسل "طايع" الذى عرض فى رمضان 2018 وأظهر قصة حب من أكثر القصص الموجعة، وهى حكاية طايع الذى جسده الفنان عمرو يوسف ومهجة التى قامت بالدور الفنانة صبا مبارك وقد بدأت قصة حبهما منذ صغرهما، ولكن لم تكتمل نظرا للصراعات القائمة بين عائلتيهما على تجارة الآثار ويضطران للزواج فى السر للهروب من هذه العادات والتقاليد ليقتلها الريس حربى أمام طايع وهى حامل فى طفلهما فى مشهد مأساوى أبكى جميع المشاهدين. الثأر ولا العار كانت هذه العبارة الأولى فى حديث بعض فتيات محافظات الصعيد أثناء وصفهن لدور فتيات الصعيد وكيف تكون نهاية حياتهن فى المسلسلات الدرامية الجديدة، حيث استغلت الدراما دور حب وزواج فتاة الصعيد لسنوات طويلة فى نهاية واحدة يكون مصيرها الحرمان من فارس الأحلام أو قتلهن، ورغم ظهور حملات التوعية المستمرة لمحاربة العادات والتقاليد القديمة خاصة الزواج بين العائلات إلا أنه لم تستطع الدراما الجديدة تناول قصص الحب المؤثرة التى تجعل بعض المسلسلات له شهرة واسعة تستمر لسنوات، ويعتبر مسلسل الضوء الشارد من الأعمال التى لا تُنسى وتناوله لقصة حب فرحة ورفيع بيه وتعلق المشاهدين بها حتى الآن.