وضع لنفسه إطارًا التزم به طيلة حياته الفنية، وعاهد جمهوره على اختيار أدواره، فدائما يسأل نفسه قبل الموافقة على أى عمل؛ ما مدى تأثير هذا الدور على المشاهد؟ فكان يضيف إلى أدواره مشاهد يصلى أو يتوضأ فيها حتى يقلده الجمهور ويسعى أن يترك أثرا طيبا فى نفوس متابعيه، إنه الفنان حسن عابدين الذى تمر اليوم ذكرى رحيله (5 نوفمبر 1989) .
فوجئ حسن عابدين بنفسه خارجا عن هذا الإطار الذى وضعه لنفسه خاصة فى فيلم درب الهوى الذى أنتج عام 1983، وندم على تقديمه رغم عبقريته فى تجسيد الشخصية، إذ كان يؤدى دور رجل ينادى بالمبادئ نهارا ويرقص مع الراقصات ويتردد على بيوت الدعارة ليلا، باحثا عن امرأة توبخه قائلا "أنا عايز واحدة تهزأنى تهزأنى تهزأنى"، ذلك المشهد الذى أصبح "تريند" السوشيال ميديا، بتركيبه على أغنيات حزينة وهو يتراقص عليها لترسم الضحكة على وجوه رواد مواقع التواصل الاجتماعى، رغم مرور 36 عاما على العرض الأول للفيلم.
يروى ابن الفنان حسن عابدين فى حوار سابق لـ"انفراد" نشر بتاريخ 12 أكتوبر 2018 للزميلة زينب عبد الله، أن أباه كره هذا الدور، وقص كواليس زيارة المخرج حسام الدين مصطفى للفنان حسن عابدين فى البيت وجاء ومعه نسخة من الفيلم أعطاها له قبل دخوله إلى والده فى غرفته الخاصة، وبعد قليل سمع صوت أبيه عاليا ومنفعلا يقول للمخرج: «أنا استأمنتك وانت غير أمين على مستقبلى الفنى»، وطرده من البيت.
وتابع خالد حسن عابدين: "خرج أبى وأنا أشاهد الفيلم وطلب منى الشريط وكسره بيده من شدة الانفعال وألقاه فى سلة المهملات، وبعدما هدأ سألته لماذا قبلت الدور من البداية، فأجابنى بأن السينما صور ومشاهد يتم لصقها فتصبح فيلما ولا تظهر الصورة النهائية إلا بعد انتهاء العمل، فكان والدى حريصا على ألا تهتز صورته أمام الجمهور".
يذكر أن الفنان حسن عابدين قدم العديد من الأفلام أهمها: «الأشقياء وسترك يارب وريا وسكينة ودرب الهوى والشيطان امرأة والعذاب فوق شفاه تبتسم وعلى من نطلق الرصاص والأنثى والذئب وسنة أولى حب وعنبر الموت»، ومن مسلسلاته: «فرصة العمر وأرض النفاق وآه يازمن وفيه حاجة غلط ونهاية العالم ليست غداً وأهلاً بالسكان 1984وأنا وإنت وبابا في المشمش»، ومن المسرحيات التي شارك فيها «نرجس وعش المجانين وع الرصيف والمشاكس».