الإعلامية جيهان لبيب تبرز تحقيق "انفراد" عن الفنانين ذوى الإعاقة

خصصت الإعلامية جيهان لبيب فقرة من برنامجها "90 دقيقة" للحديث عن تحقيق انفراد بعنوان "الدنيا مسرح كبير.. ذوو الإعاقة فيه مبدعون" يتناول عرض تجربة الطلاب ذوى الهمم بقسم التمثيل والإخراج داخل أكاديمية الفنون، فى تجربة الأولى من نوعها فى تاريخ المعهد العالى للفنون المسرحية. واستضافت لبيب الطالبة هاجر جمال "مادونا" وتعانى من الصم وضعف السمع، والطالب مهاب الدين محمد ويعانى من تعثر فى جهاز النطق، والدكتور عاصم نجاتى أستاذ التمثيل والإخراج بالمعهد العالى للفنون المسرحية، وبيشوى عماد مترجم إشارة. وإلى نص التحقيق الذى نشر بانفراد بتاريخ 14 ديسمبر الماضى.. "انفراد" يعايش التجربة الأولى من نوعها فى عامها الأول داخل معهد الفنون المسرحية ظل "أصحاب الهمم" لعقود طويلة خارج المسرح، لا يحضرون إلا بوصفهم موضوعًا يعبر الآخرون عنه كما يريدون، بنظرات من الشفقة فى بعض العيون، حتى صدر قرار استثنائى من أكاديمية الفنون بالقاهرة، حين فتح قسم التمثيل والإخراج بالمعهد العالى للفنون المسرحية بابًا لقبول الطلاب ذوى الإعاقة للمرة الأولى فى تاريخه لدراسة فن التمثيل، لتتبدل مواقعهم من الجلوس على مقاعد المتفرجين إلى مواجهة الجمهور على خشبة "أبو الفنون"، فأينما كان هناك مُجتمعٌ إنسانى تتجلى روح المسرح التى لا يمكن كبتها. لم تكن تلك الفكرة مطروحة منذ نشأة المعهد الفنون المسرحية عام 1930، فكان يشترط أن يكون الممثل سالمًا من كل عيب يعوقه عن التواصل مع المتلقى، واستقبل المعهد فى العام الدراسى 2018 – 2019 ثلاثة طلاب من أصحاب الهمم، اثنان من فئة الصم وضعاف السمع وثالث يعانى من تعثر فى جهاز النطق، ليقتحم ذوو الإعاقة مجالا طالما كان حكرًا على الأصحاء، وقبل انتهاء أول عام دراسى على التجربة الأولى من نوعها فى مصر، حاولنا تتبعها ومعايشة معاناة أبطال قصتنا، ومراقبة مدى اندماجهم مع نظرائهم من الأصحاء. "مهاب" موهبة تعانى من "تعثُر فى جهاز النطق" يتجاوز علّته على متن قطار "الإسكندرية – القاهرة" "أنا حلو ولا أنتوا بتجاملونى".. وأستاذ التمثيل يبدد شكوكه: "أنت بهرتنى بتمثيلك" تمرد على تقاليد الأسرة لم يشفع له ولعه بالتمثيل فى سن صغيرة لدى أبويه ليتقبلا التحاقه بالمعهد العالى للفنون المسرحية، الأب يرفض الفكرة كغيره من أرباب الأسر، ربما لمفهوم استقر عند الآباء يتصور أن الفن صخرة يتحطم عليها كل ثابت، ومصطلح مرادف للابتذال، أما الأم فتخشى على صغيرها عذابات الغربة ومشقة الانتقال من الإسكندرية للعاصمة بعيدًا عن أعينها فى مجتمع لا يتقبل المختلف بسهولة، وهى تدرك فى قرارة نفسها أن علة ابنها "التلعثم" ستعوقه – لا محالة – وسيظل حلمه بعيد المنال إن لم يكن مستحيلا. راود حلم الالتحاق بالمعهد العالى للفنون المسرحية مهاب منذ تلك اللحظة التى تذوق فيها حلاوة التحول من شخص لآخر يختلف عنه فى الصفات والمزاج والشعور، استقل القطار المتجه للقاهرة متمردًا على تقاليد أسرته ليصل إلى أكاديمية الفنون بمنطقة الهرم، يسحب ملف التقديم وينتظر موعد وقوفه أمام لجنة من كبار أساتذة التمثيل. "ما ذنبى وعلتى".. الإحباط يتملك من نفس مهاب حان موعد الامتحان، استدار ليلتقط أنفاسه ونطق البسملة، وبدأ تقديم مشهد حاول فيه تجنب نطق حروف تفضح تعثره لكن لم يسعفه ذكاؤه فى إخفاء علته، وجاءت قائمة المقبولين للعام الدراسى 2016 \ 2017 خالية من اسم مهاب عصام الدين محمد. أخذ اليأس يتملك من مهاب وهو يرى حلمه يضيع أمام أعينه، لا يسمع إلا صوت واحد داخله يهمس فى حزن: ما ذنبى وعلتى؟ مر عام حتى جاءه صديق رآه ملاكًا مبعوثًا من السماء أخبره أن إدارة المعهد فتحت بابًا استثنائيًا لقبول ذوى الاحتياجات الخاصة، بدأ الأمل يعاوده وتبدلت نظرته لنفسه من صاحب علة إلى صاحب ميزة لابد من استغلالها. أكون أو لا أكون تلك هى المسألة "كان عندى ثقة إنى هدخل المعهد.. اتدربت واشتغلت على نفسى كويس.. وفهمت هلبس إيه يوم الاختبار وهمثل إزاى" لم تكن تلك المرة لدى مهاب مثل سابقتها، وأخذ القول الشكسبيرى يتملكه، فإما أن يكون أو لا يكون، قضى أيامه بين اختيار المشاهد وحفظها والتدريب عليها، ليقف أمام اللجنة للمرة الثانية، كانت وجوههم ثابتة لا تنم عن شىء، لا يعرف إن نال استحسانهم أم لا، على أية حال عليه أن يكمل التجربة لآخرها، انتهى من مشاهده واستقل قطاره للإسكندرية وانتظر ظهور النتيجة، ولم تخذله أمنياته تلك المرة فبعد أيام جاوزت الأسبوع قليلا، تزين كشف المقبولين باسمه، ليبدأ المرحلة الأصعب فى مشوار حجز مقعده داخل أكاديمية الفنون، بدخوله الورشة الإبداعية ومدتها أسبوع لاختيار الأفضل من بين المقبولين. فى أول أيام الورشة يعيد الطالب تقديم مشهديه مع إعطائه بعض الملاحظات من أحد أساتذة التمثيل لقياس مدى تطوره، جاء دور مهاب وبمجرد أن انتهى من عرضه ضجت القاعة بالتصفيق، "هو أنا حلو ولا أنتوا بتجاملونى" هكذا حادث مهاب نفسه، حتى سمع كلمات بددت ما بداخله من شكوك، حين وقف الدكتور سناء شافع – أستاذ التمثيل – وقال له: "أنت بهرتنى بتمثيلك.. المشهد بتاعك أكتر مشهد صدقته"، بعد ظهور نتيجة القبول لم تسع مهاب الفرحة ليعلم إلى أين تقوده قدماه، وأطلق صرخة رد بها على كل المشككين فى موهبته ومن عايروه بعلته، يكفيهم أن أتفاخر الآن وأقول لهم فى ثقة: "أنا طالب بالمعهد العالى للفنون المسرحية". "مهاب" ممثل يقتحم المناطق الوعرة سمح لنا رئيس قسم التمثيل والإخراج بدخول قاعات المحاضرات لمراقبة مدى اندماج مهاب مع الطلاب الأصحاء، وكانت المحاضرة لمادة "حرفية الممثل" للدكتور مدحت الكاشف، طلب من الطلاب بدايةً تقديم تدريب كان قد اتفق معهم على تحضيره، سألهم أستاذهم: من يبدأ ؟ فسارع مهاب برفع يده، ثم قدم عرضًا يتعلق بتكنيك الممثل لم يتوقعه أستاذ التمثيل نفسه الذى قال: "يا مهاب لو طورت الفكرة هتبقى عملت حاجة مهمة جدا لمهاب الممثل"، جلس مهاب مع نفسه لدقائق فى مؤخرة القاعة يفكر ويفكر، ثم عاد ليعلن جاهزيته، ثم فاجئنا بدخوله فى المنطقة الوعرة وابتكر لنفسه تدريبا يتعلق بمشكلته الأساسية، فى المقابل لم يقتحم الأصحاء تلك المنطقة لأنهم يعتقدون أن ليس لديهم مشكلة، لكن مهاب بحث على مشكلته وعالجها – بحسب د.مدحت الكاشف – "مادونا" ممثلة ولدت صماء وتفوقت بإحساسها على كل الأصحاء.. والفنان جلال الشرقاوى يستثنيها على غير عادته وسط أسرة متكلمة، ولدت هاجر جمال أو مادونا -كما تحب أن تطلق على نفسها - بعد 5 أشهر وأسبوعين فى بطن أمها، الأمر الذى أدى إلى إصابتها بضعف السمع، بدأ شغفها بالتمثيل منذ نعومة أظافرها، وهى تشاهد أفلام نجوم الزمن الجميل؛ تضحك وتبكى حسب دراما المشهد، صحيح أنها من ضعاف السمع إلا أنها تملك من الذكاء ما يجعلها تفهم الحوار من خلال حركة شفاههم وأحاسيسهم ولغة جسدهم، وأخذت تقلد الممثلين فى حركاتهم وتعبيرات وجوههم. "لما أكبر هبقى ممثلة".. أحلام مادونا الطفولية تتحقق رغم إعاقتها 17 عاما أو يزيد؛ مرت على تلك الجملة التى لم تغب عن ذاكرة مادونا إلى الآن، فعلى أريكة غرفتها جلست تتابع أحد الأفلام الكلاسيكية وتقلد أبطالها، تقول لأمها فى براءة: "لما أكبر هبقى ممثلة"، حاولت الأم إخفاء حزنها وارتسمت على شفاها بسمة لتطييب خاطر طفلتها قائلة: "إن شاء الله يا حبيبتى" وأخفت وراء تلك الابتسامة شفقة على مصير ابنتها، لكن إحساس مادونا تجاوز كل صوت وكلام، وشعرت أن ردود أمها منزوعة الأمل، تصف مادونا المشهد بلغة الإشارة: "محستش بأمل فى كلامها.. لكن قلت أنا هعمل اللى عليا والباقى على ربنا". راود حلم التمثيل مادونا طيلة سنوات دراستها، قبل أن تصطدم بقواعد القبول داخل المعهد العالى للفنون المسرحية والتى تشترط - بشكل غير مكتوب نصًا - على سلامة المتقدم من كل عيب - ولا يمكن اعتبار ذلك عربونًا للقبول، فالاختيار يكون لصالح الأفضل من بين أفضل المتقدمين، فلم يكن أمامها سوى الوقوف أمام طابور مكاتب التنسيق كغيرها، ليسوقها فى النهاية إلى معهد النظم والمعلومات. "الصم والبكم" يُحرجون شيوخ التمثيل فى أكاديمية الفنون "كل خطوة باخدها مكنتش بتكمل.. لكنى لم أيأس وشاركت فى عروض مسرحية للهواة" فعالم مادونا لم ينته عند عتبات المعهد العالى للفنون المسرحية، فكم من ممثل لم يكن خريج أكاديمية الفنون، ولأن الدور ينادى صاحبه اختارها المخرج محمد علام فى تجربة مسرحية بعنوان "العطر" تهدف إلى تسليط الضوء على مشاكل الصم وضعاف السمع، راهن فيها على مواهبهم وتبنى أحلامهم، وجلس أساتذة التمثيل على مقاعد المتفرجين يشاهدون تلك التجربة الجديدة، ونجحت مادونا وزملاؤها من الصم وضعاف السمع فى إحراج هؤلاء الذين اعتبروا التمثيل حكرًا على الأصحاء، وكانت البداية الحقيقية لمناقشة إمكانية قبول ذوى الإعاقة بالمعهد. اجتماع لمجلس أكاديمية الفنون تبعه اجتماع آخر داخل المعهد العالى للفنون المسرحية، انتهى فيه شيوخ التمثيل إلى فتح باب استثنائى لقبول ذوى الإعاقة رغم أن القرار لم يلق قبولا لدى عدد من الأساتذة. إعلان نجاح "مادونا" يوم الامتحان دون انتظار نتيجة قسم التمثيل والإخراج جاءت الفرصة لمادونا، وذهبت يوم الاختبار لتقف أمام لجنة من أساتذة التمثيل، انتهت من مشهديها، وأدارت وجهها نحو باب القاعة تنوى الخروج، استوقفها الأستاذ جلال الشرقاوى ونادى إياها: "استنى يا هاجر"، لحظة صمت انتهت بقرار أذهل الحضور طلابًا وأساتذة، فلأول مرة فى تاريخ المعهد يعلن د.جلال الشرقاوى أو غيره من الأساتذة، نجاح طالب فى اختبارات القبول – فى الحال - دون انتظار إعلان النتيجة. مادونا مُدرسة لغة إشارة لطلاب أكاديمية الفنون مادونا بابتسامتها البريئة التى لا تفارق وجهها قط وروحها الطفولية الجذابة تتمتع بحب زملائها داخل الأكاديمة، وبمجرد إعلانها عن تقديمها محاضرات لطلاب المعهد عن لغة الإشارة سارع كل منهم لتعلم تلك اللغة التى يجهلونها، دخلنا قاعات المحاضرات وشاهدنا كيف تنقل مادونا خبرتها فى لغة الإشارة إلى زملائها، فوجدنا إقبالا غير عادٍ، لتضاف مهارة أخرى لطالب أكاديمية الفنون بجانب مهاراته كممثل. "صفوت" ولد متكلمًا وعايروه بأمه البكماء.. فهجر الكلام ليصبح فى تشخيص الأطباء "أصم" إذا أردت أن تصنع الناس فاصنع المجتمع أولا، فلا عيب أن تولد وفيك علة، أما أن تولد صحيحًا ويصنع المجتمع منك عليلا فهذا أمر جد خطير يستحق التوقف، فهذا صفوت كل جرمه نشأته متكلمًا وسط أسرة صماء، لم يسلم من تنمر زملائه على أمه البكماء وهى تحاول التواصل مع مدرسيه بلغة الإشارة، فى مشهد يتكرر كل صباح كلما ودعته مع بداية اليوم الدراسى، غلبه شعور بنبذ أقرانه له، فآثر الصمت على الكلام، ولم يعد بمقدوره التعبير عن شكواه، "مبقتش عايز أتكلم معاهم.. كانوا بيتكلموا مع بعضهم وأنا بقعد لوحدى"، تحاول مدرسته معرفة سر صمت ذاك التلميذ فلا ينبس ببنت شفة، فتتخلى عن إنسانيتها ومهنيتها وتضربه بالعصا جراء صمته . "كرهت المدرسة".. صفوت يعيش فى عزلة عاش صفوت فى عزلة ما أقساها على طفل فى عمره، وتولد لديه شعور بالكراهية للمدرسة ومن فيها، فلم يجد إلا الهروب ملاذًا من سخريتهم وتنمرهم، يقول صفوت بلغة الإشارة: "كرهت المدرسة ومبقتش أحب أروحها.. ساعات كنت بقعد فى الشارع لحد الساعة الثانية ظهرا وأروّح كأنى كنت فى المدرسة"، تسأله أمه عن يومه الدراسى فيخبرها أن كل شىء على ما يرام، وإن لم يكن كذلك فماذا يقول؟! أيصارحها بأن هؤلاء الصبية يعايروه بأمه البكماء؟! سأحتفظ بشكوتى لنفسى. إهانات يومية وإخفاق دراسى فى تلك الظروف لا يمكن أن نتوقع تفوقًا دراسيًا لصفوت، فتلك الإهانات اليومية لابد وأن يتبعها إخفاقه دراسيًا، فيزداد ألمًا فوق ألمه، ويعيش صمتًا فوق صمته، حتى نسى الكلام، ولم لا ؟! فجهاز النطق لديه مهمل فقد فاعليته وأصبح صفوت فى تشخيص الأطباء "أصم"، يروى صفوت مأساته: "حسيت إنى مخنوق ومش عارف أتكلم ومفيش لغة حوار مع حد، ففضلت الصمت.. مبقاش يطلع ليا صوت ونسيت الكلام"، فتحول صفوت من طفل صحيح إلى آخر أصم. المجتمع يرفض صفوت هاجر صفوت هذا المجتمع الغريب عنه، وذهبت به أمه لمدرسة للصم علّه يجد نفسه بين أقرانه الجدد بعيدا عن هؤلاء الذين يتفاخرون بألسنتهم، فالكل هنا فى العلة يتساوى، لن يعايره أحدهم بأمه البكماء ولن تطالبه معلمته بالحديث رغما عنه، ارتضى بذلك العالم، لكنه لم ينجُ من حماقات الساكنين خارج أسواره، فحينما شب عن الطوق عمل فى مطعم لتقديم الوجبات السريعة لزبائنه، يبدأ عمله بارتداء "اليونيفورم" ثم يحمل ما انتهى تحضيره من وجبات لتقديمها لأصحابها، حتى حدث ما لم يتوقعه، حين رفض أحدهم تناول طعامه بعدما علم أن من يقدمها له أصم، يتساءل صفوت فى استهجان: ليه إحنا بشر زى بعض؟!. صفوت: إحنا مش قليلين.. إحنا 8 ملايين معقولة مش شايفنا قد يظن قارئ هذه السطور أن هناك تهويلا فيما يتعرض له الصم والبكم فى شوارع القاهرة، ذلك الشعور ربما ساورنى أنا شخصيًا بعد أن استمعت إلى صفوت، فعقلى يرفض أن يكون هناك إنسان سوى يعيب على شخص علته، فصاحبنا صفوت فى طريقه إلى منزله بعد انتهاء يوم دراسى شاق بالمعهد، تظاهر صفوت بعدم معرفته عنوانًا يجهله مستعينا بقدرته التشخيصية كممثل ووقفت على بعد خطوات أراقب الموقف، سأل شاب يبدو أنه يدرس بالمرحلة الثانوية يرتدى زيًا مدرسيًا ويحمل حقيبة كتبه، فأجابه ساخرًا: "أنت مش من مصر ولا إيه" يخبره صفوت بقدر ما استطاع أنه من الصم ليرد عليه بسخرية: "أنت بتستهبل وبتحور عليا ما أنت بتتكلم أهو" تجمع زملاء الشاب حوله وأخذ كل منهم يشير إلى صفوت بإشارات بذيئة، تدخلتُ لإنهاء الموقف واستخلصت صفوت من بين أيديهم، وبعد دقائق قال لى بلغة الإشارة: ليه بيعملوا معانا كدة.. إحنا مش قليلين.. إحنا 8 ملايين معقولة مش شايفنا؟! أهل فتاة يرفضون زواجها من صفوت لأنه "أصم" فى حلكة الظلام ظهرت فتاة متكلمة فى حياة صفوت كبصيص نور يضىء له فؤاده يجعله يشعر أن هناك من يتقبله رغم علته، إذ عرف الحب طريقه إلى قلبه، أمامها يجد نفسه طليق اللسان، فاتحت الفتاة أهلها فى أمر زواجهما، فما كان منهم إلا أن رفضوه خوفًا على ذرية ابنتهم، ففى تصورهم أن الرجال لم تنضب بعد، وما أدراكِ فمن المحتمل أن تنجب ابنتهم أطفالا مثله، ليرد صفوت بإيمان وحكمة شيخ كبير: "أهلها مفكروش إنها ممكن تتزوج متكلم وتنجب أصم أو كفيف أو أى شكل من أشكال الإعاقة.. هذا الأمر بيدى الله". نور الشريف يلهم صفوت الممثل على أحد مقاهى القاهرة جلس صفوت فى انتظار أصدقائه، وقعت عيناه على شاشة التلفاز حين لفت انتباهه ذلك الممثل الذى يستخدم لغة الإشارة بحرفية، اندمج مع أحداث الفيلم (الصرخة للراحل نور الشريف ) راوده تساؤل يبدو ساذجًا للوهلة الأولى؛ ماذا لو كنت مكان نور الشريف؟! أنا أجيد لغة الإشارة فلماذا لا أفوز بفرصة للظهور على شاشات التليفزيون ؟! كانت هذه الكلمات شرارة الحلم الذى ولد بداخل صفوت، شعر بأن الله يهيئ له الأقدار حين علم أن مخرجًا يحضر لعمل مسرحى أبطاله من الصم والبكم، سار فى طريقه للمسرح لا يملك إلا إحساسه عوضًا عن صوته محتفظًا بكلمات البعض الذين أخبروه أنه موهوب ويمتلك حضورا وخفة ظل تؤهله لتمثيل الكوميديا، خاض فترة تدريب على الألعاب المسرحية الخاصة بإحساس الممثل، قبل أن يلعب دوره فى مسرحية العطر فى أول مواجهة حقيقة أمام الجمهور. ملف استثنائى لصفوت لالتحاقه بمعهد الفنون المسرحية صفوت لم يكن - قبل قبوله - ضمن المتقدمين للالتحاق بالمعهد العالى للفنون المسرحية، لكنه ظل عالقًا فى أذهان أساتذة التمثيل داخل الأكاديمية ممن شاهدوا مسرحية "العطر"، انتهت فترة سحب الملفات ولم يحضر صفوت للتقديم، سأل الأساتذة زميلته "مادونا" كيف يمكن التواصل معه؟ هاتفته مادونا وأخبرته بضرورة الحضور غدًا إلى المعهد، وبالفعل حضر وكان الأساتذة فى استقباله وسمح له بالتقدم للمعهد استثناءً . لمشاهدة الموضوع كاملا اضغط على الرابط التالى... هنا



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;