تبقى الفنانة الكبيرة الراحلة، ماجدة، واحدة من أهم النجمات اللائى أنجبتهن السينما المصرية خلال تاريخها، حيث قدمت عشرات الأفلام التى مازالت خالدة، وشاركت إنتاج أفلام أخرى، وأسست لنفسها مدرسة خاصة فى التمثيل، لا سيما فى دور الفتاة الرومانسية الرقيقة والبريئة.
ومع أكثر من 70 فيلما قدمتها ماجدة الصباحى، خلال مسيرتها الفنية التى بدأت فى الخمسينيات حينما كانت فتاة مراهقة، إلا أنها أيضا قدمت نفسها للسينما كمنتجة فنية من خلال 12 فيلما، وهى: نوع من النساء، والعمر لحظة، وجنس ناعم، والنداهة، والسراب، وزوجة لخمس رجال، ومن عظماء الإسلام، ومن أحب، وهجرة الرسول، والناس اللى تحت، وجميلة، وأين عمرى.
كذلك قدمت ماجدة الصباحى نفسها للسينما كمخرجة، ولكن من خلال فيلم واحد فقط، وهو "من أحب"، والذى شاركت فى تمثيله مع أحمد مظهر وإيهاب نافع وكتبه صبرى العسكرى، وتم انتاجه عام 1966، وهو مقتبس من الفيلم العالمى "ذهب مع الريح "عن قصة مارجريت ميتشل.
ماجدة كانت قد اتفقت مع أحد المخرجين على تقديم الفيلم، ولكنه اعتذر، وكان من الصعب إلغاء العمل من الأساس، حيث غامرت واتخذت قرارا بأن تخوض التجربة وساعدها عدد من مساعدى الإخراج المميزين، ورغم ذلك رفضت الاتجاه إلى الإخراج السينمائي؛ حيث وصفته بالعمل الشاق المرهق بالنسبة للفنانات.
ورغم شهرة ماجدة فى أدوار الفتاة الدلوعة أو المراهقة، فإنه من الظلم اختزال مشوارها وتألقها ورصيدها الفنى الثرى كممثلة ومنتجة فى هذه الأدوار فقط، فهى الأخت الكبرى العاقلة المضحية فى فيلم «بنات اليوم»، وهى نعمة الفلاحة البسيطة فى فيلم النداهة، وهى المناضلة الجزائرية جميلة بوحريد فى فيلم جميلة، وهى نعيمة بائعة الجرائد التى يحفظ الجميع طريقتها وهى تنادى على بضاعتها «أخبار أهرام جمهورية» فى فيلم «بياعة الجرايد»، وهى الصحفية التى تكتب عن الحرب والجنود والاعتداءات الصهيونية فى فيلم «العمر لحظة»، فضلا عن أدوارها الدينية الشهيرة، فهى حبيبة التى دخلت الإسلام وتحملت التعذيب حتى فقدت بصرها فى فيلم هجرة الرسول، وجميلة فى فيلم انتصار الإسلام، وهند الخولانية زوجة بلال مؤذن الرسول فى فيلم «بلال».