رحل الفنان إبراهيم فرح الشهير بالشيخ عبدالقادر عن عالمنا صباح اليوم بعد أن قدم للفن العديد من الأدوار التى أثرت فى الجمهور وتركت بصمتها فى وجدان الملايين، رغم أنه لم يحصل على أدوار البطولة، وكان أهمها دوره فى مسلسل الخواجة عبد القادر، وفى آخر حوار للفنان الراحل مع انفراد كشف العديد من المعلومات التى لا يعرفها الجمهور عنه.
وتحدث الفنان إبراهيم فرح عن دوره فى مسلسل الخواجة عبدالقادر مؤكدا أن للصدفة دور كبير فى ترشيحه لهذا الدور، حيث قال:"رشحونى لدور صغير فى المسلسل وهو دور أحد مريدى الشيخ عبد القادر ، وهو الشخص الذى يغار عندما يعطى الشيخ عباءته للخواجة، وكان يقوم بدور الشيخ عبدالقادر ممثل سودانى يعمل فى سوريا ، ولكنه كان لا يفيق من الخمر".
ويكمل :" فى أحد أيام التصوير ذهبت كالعادة لأسلم على الدكتور يحيى ، فنظر لى نظرة غريبة ورد على وهو شارد ، فاعتقدت أنه غاضب منى وسلمت على الممثل السودانى وكانت رائحة الخمر تفوح منه ، وبعد بدء تصوير المشهد الذى يظهر فيه طيف الشيخ ليعاتب الخواجة عبدالقادر على شرب الحشيش سمعت صوت شجار وفوجئت بأن الدكتور يحيى يطلبنى فشعرت بالقلق وبمجرد أن رأيته قال لى فلان مش هايعمل الدور انت اللى هتعمله ، أنا باسأل نفسى ليه لم اختارك من البداية، هتتعلم اللكنة السودانية وهتعيد المشاهد اللى عملها الفنان السودانى".
لم يصدق إبراهيم فرح نفسه وشعر أنه أمام تحد كبير لأنه سيقف فى كل المشاهد أمام الفنان العملاق يحيى الفخرانى، وقال :"أخدت الورق وتدربت مع مصحح اللهجة ، وساعدنى الممثل السودانى الجميل عبد الخالق عمر الذى قام بدور فضل الله على اتقان اللهجة السودانية".
قد لا يصدق الكثيرون أن أجر الفنان إبراهيم فرح عن أداء شخصية الشيخ عبدالقادر لم يتجاوز 7 آلاف جنيه ، رغم أن الفنان السودانى الذى كان سيؤدى الدور قبله اقترب أجره من مليون جنيه، فضلا عن تذاكر الطيران والإقامة :" كان أجرى عن دورى الأول فى المسلسل 5 آلاف جنيه ، وبعد إسناد دور الشيخ عبدالقادر لى رفعوا أجرى ألفين جنيه ومكسبى الحقيقى مردود الدور وتأثيره لدى الناس".
وأكد الفنان الراحل أن شخصية الشيخ عبد القادر أثرت فيه وفى أسرته تأثيرا كبيرا:" احرص على كل أفعالى وأخاف أن أرتكب خطأ وأستحضر دائما شخصية الشيخ وأقول لا يجوز الشيخ عبدالقادر يعمل كدة ، واعتدت أنا وابنتى الصغيرة وهى بالمرحلة الاعدادية فى أى موقف صعب أو أى ضيق أن نقول "يارب يا قادر انقذ عبد القادر".
كما أكد الفنان الراحل أنه تحمل كثيرا من أجل الفن، بعد ان اضطرته ظروف المعيشة لترك الدراسة بمعهد الفنون المسرحية قائلا:" فى طفولتى اشتركت بفرق التمثيل بالمدارس ، ومنها تعرفت على الفنان الكبير نور الشريف وكان له تأثير كبير فى حياتى، وبعد حصولى على الثانوية العامة التحقت بمعهد الفنون المسرحية ولكننى تركته بعد اسابيع لأعمل فى شركة الحديد والصلب، ورغم ذلك لم أنقطع عن المعهد ولم أترك الفن فكنت أمثل فى فريق التمثيل بالشركة وأشارك فى مسابقات التمثيل ، حتى فزت بجائزة ممثل أول فى الإلقاء الفردى على مستوى الجمهورية عن تجسيد شخصية حمدى فى مسرحية "ليلى والمجنون" لصلاح عبدالصبور".
لم يكن هذا الفوز حافزا للفنان إبراهيم فرح بل رأى فيه نهاية الطريق الشاق :" قلت خلاص الحكاية صعبة وأنا مش لاقى سكة والوسط الفنى مليان هاروح فين وسط هؤلاء وأنا ظروفى صعبة ، اهتم بالشغل والدخل والمسئوليات".
ولكن بعد أن اقترب ابراهيم فرح من سن الخمسين وخروجه على المعاش المبكر من الشركة التى يعمل بها وكان ذلك عام 2001 قابل زميله فى المعهد المخرج زكريا يوسف شقيق الفنان حسن يوسف وكان يستعد لمسلسل أطفال بطولة حسن يوسف باللغة العربية الفصحى وأسند له دورا فى المسلسل ونال إعجاب كل المشاركين فى العمل، وبعدها توالت مشاركاته فى الأدوار التى تحتاج فنان اسمر البشرة.
وقال الراحل الفنان إبراهيم فرح أن لون بشرته الأسمر كان سبب اختياره فى بعض الأدوار التى قام بها، حيث تنحصر غالبا أدوار الفنانين ذوى البشرة السمراء فى أدوار محددة بالأعمال الدرامية والسينمائية :" كنت أؤدى فى هذا المسلسل دور أحد العبيد ، حتى جاءنى دور فى مسلسل "من حياة الصحابة" وجسدت فيه شخصية سيدنا بلال ، وفى نفس الوقت كنت أشارك فى فيلم "اللعب فوق آثار النوبة" وجسدت فيه شخصية رجل نوبى مسن ، وهى المرة الوحيدة التى مثلت فيها عملين فى وقت واحد، أحدهما باللغة العربية الفصحى والآخر باللهجة النوبية".
وكشف الفنان الراحل خلال حواره لـ "انفراد" أنه تحمل الضرب بالكرباج حبا فى الفن ، حيث قال:"من حبى لشخصية سيدنا بلال فضلت أمثل مشاهد التعذيب فى آخر التصوير ، وأصريت يكون التعذيب حقيقى وأن يجلدونى بكرابيج سودانى حقيقية حتى أشعر ببعض ما شعر به الصحابة وما قدموه للدين".
وشارك الفنان الراحل فى مسلسلات عفاريت السيالة والرحايا وشيخ العرب همام وأهه ده اللى صار، وغيرها.