كانت كواليس الليلة الأخيرة لمارى منيب على المسرح مليئة بالمرح والبهجة والسعادة، فقد اندهش الكثيرون من الأحاديث المطولة لمارى منيب فى الكواليس، وذكرياتها عن مسرح الريحانى ودخولها الفن، لكنهم لم يعلموا أنها كانت تودعهم بالطريقة التى أحبتها وأحستها.
قدمت مارى منيب، واحدة من أفضل العروض المسرحية ليلة 21 يناير لعام 1969، حيث كانت تقدم مسرحية بعنوان "خلف الحبايب"، وبعد أن أغرقت الجمهور العاشق لفنها وحسها الكوميدى الفريد عادت إلى منزلها فى الثانية صباحا، وهى تشعر أنها لن تقف على خشبه هذا المسرح مرة أخرى، ليصدق حدسها بعد 5 ساعات فقط.
فى السادسة صباحا، فوجئ زوج الراحلة مارى منيب، عبد السلام فهمى بأصوات غريبة تصدر من زوجته، ليظل ينادى عليها ويصرخ ولكن دون جدوى، حتى أن صوت الزوج، أيقظ الأبناء كوثر وبديع وظافر، لكنهم صُدموا بالحقيقة وهى وفاة أمهم.
جنازة الراحلة، خرجت من مسجد عمر مكرم، تقدمها، مندوب من الرئاسة وشارك فى تشييع الجنازة، عبد المنعم الصاوى وكيل وزير الثقافة ويوسف وهبى وأمينة رزق ومحمد كريم وعباس فارس وسناء جميل وهدى سلطان وعبد المنعم إبراهيم وأعضاء فرقة الريحانى، وقد أغلق مسرح الريحانى أبوابه 3 أيام حدادا على سيدته الأولى.
بدأت مارى منيب مسيرتها الفنية من خلال المسرح، حيث شارك مع فرق فوزي الجزايرلي وبشارة واكيم وعلى الكسار ونجيب الريحانى، وشاركت مع بديع خيري وعادل خيري فى إدارة فرقة الريحانى بعد وفاة مؤسسها، وفى السينما فقد بدأتها منذ منتصف الثلاثينيات، ووصل عدد أفلامها إلى ما يقرب من 200 فيلم.