تحل اليوم ذكرى ميلاد المخرج الكبير الراحل فهمى عبدالحميد أحد صناع البهجة فى حياتنا والذى رسخ اسمه فى وجدان أجيال عديدة من خلال ما قدمه من روائع وخاصة الفوازير التى كانت علامة من علامات شهر رمضان على مدار سنوات طويلة حيث ولد مخرج الفوازير فى الاول من فبراير عام 1939 .
وفهمى عبدالحميد أحد رواد فن المتحركة و ساحرالفوازير وصاحب خلطتها السرية التى لم يستطع شخص بعده أن يمتعنا ويرسم ذكرياتنا ويثير خيالنا مثله، ولاتزال بصماته وإبداعاته عالقة فى أذهان الملايين.
يكفى أن تتذكر استعراضات الفوازير التى يحفظها الكثيرون، عروستى والخاطبة وفطوطة وعروسة البحور وتفاصيل وحكايات وشخصيات ألف ليلة وليلة، وأجمل أغانى الأطفال التى تربى عليها أجيال ومنها "أبريق الشاى، قمر ياقمرنا، تيجوا نحلم، أولى أول، كان فى فراشة"
ورغم هذه البهجة التى حملها لنا مخرج الفوازير تبقى فى حياته ووفاته بعض التفاصيل الحزينة التى لا يعرفها الكثيرون والتى كشفتها ابنته الإعلامية لمياء فهمى عبدالحميد فى حوار أجريناه معها.
وكشفت لمياء فهمى عبدالحميد لـ "انفراد" أن والدها توقع وفاته، قائلة :" من المواقف المحفورة فى ذهنى ما حدث فى آخر سنة قدم فيها والدى فوازير فنون، بطولة مدحت صالح وشيرين رضا، حيث كان من المعتاد كل عام أن يبكى الجميع آخر أيام التصوير، لأنهم سيفترقون بعد أن كانوا يقيمون معا داخل البلاتوه لمدة تزيد على 4 أشهر وكأنهم عائلة واحدة، وفى العادة يكون أبى متأثرا ولكنه لا يبكى"
وتابعت:" فى هذا العام وفى آخر أيام التصوير، أخذ أبى كرسيا وجلس بعيدا يبكى بشدة وكان عمرى وقتها 12 سنة، وعندما سألته قال لى «خلاص بقى مش هما بيقولوا كفاية فهمى عبدالحميد، أهه كفاية فهمى عبدالحميد، ودى آخر سنة هعمل فيها الفوازير»، موضحة أن البعض شن هجوما على والدها مطالبا بالاستعانة بمخرجين أخرين للفوازير.
وأضافت :" بالفعل كانت آخر سنة، والعام التالى توفى أثناء التحضير للفوازير"
وعن تفاصيل الساعات الأخيرة فى حياة والدها وملابسات وفاته قالت لمياء فهمى عبدالحميد :"لم يكن أبى مريضا، ولكن كان دائما فى حالة ضغط وقلق، بسبب حرصه على العمل الذى سيظهر للناس، وفى الفترة الأخيرة من حياته كان يقول بعض الكلمات التى لم نفهمها إلا بعد وفاته، فمثلا قبل وفاته بثلاثة أيام قال لى «هنحتفل بعيد ميلادك النهردة لأن ده آخر أسبوع هقعد معاكم فيه»، وقبل وفاته بكام يوم قال :«أنا سايب لكم ياولاد ثروة مش هتعرفوا قيمتها غير بعد موتى، وبعد 50 سنة هيقولوا كان فى واحد اسمه فهمى عبدالحميد»
تبكى الابنة وهى تتذكر يوم وفاة والدها :"كنت معه فى اليوم الذى توفى فيه وأكلنا معا، وشعر ببعض التعب أثناء تصوير ألف ليلة وليلة، وأخدناه إلى مستشفى الهرم، وكنت أحتضنه وأبكى وهو يتألم، وكان يحاول تهدئتى قائلا: «ماتعيطيش، أنا كويس بس الأكل واقف على صدرى» وخرج الطبيب وبقيت معه وشاهدته وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة ، وكان ذلك فى 17 يناير عام 1990 ".