كان لى الشرف فى التعامل مع الكاتب الكبير لينين الرملى مرتين مرة عن قرب فى العمل كممثل فى مسرحية من مسرحياته وهى "الشىء" والتى أخرجها المخرج الكبير محسن حلمى وقدمت تلك التجربة بمجموعة شباب على مسرح المركز الثقافى الفرنسي كان من بينهم الفنان هشام إسماعيل والفنانة لطيفة فهمي، التي كانت آنذاك تعمل بالمركز عماد إسماعيل والثنائي الكوميدي طارق وحامد وغيرهم .
استفدت من تلك التجربة كيفية احترام الجميع في العمل من ممثلين لكل كلمة يكتبها لينين الرملى فى نصه المسرحى فلا يجرؤ لممثل أو لمخرج بتغيير كلمة أو استبدالها فاحترام النص المسرحى والكلمة هو السمة الاساسية فى كل أعمال لينين الرملى، ويكاد يكون هو الكاتب الوحيد الذى يحضر كل بروفات أعماله وعروضها ايضا ويتابع كل حرف وكل كلمة لأنه يكتب السهل الممتنع في نصوصه المسرحية وقدمت خلال تلك التجربة التي أخرجها المخرج الكبير الراحل محسن حلمي شخصية الشاعر " شاعر القرية " في مسرحية كتبها لينين خصيصا بعنوان " الشئ " كانت تناقش انتشار الاشاعة واستغلالها من كل طرف لصالحه .
المرة الثانية التى اقتربت فيها من كاتبنا الكبير وكانت من خلال مسرحيته "أنت حر" التى قمت بإخراجها لفريق الجامعة ونلت بها الكثير من الجوائز وحينها اتصلت بكاتبنا الكبير واستأذنته فى تقديمها وإعادة إخراجها بعدما أخرجها الأستاذ محمد صبحى لأول مرة رد على بجملة واحدة: اخرجها بس احترم النص وانت بتخرجها وابقي اعزمني علشان اشوفها واقولك رأيي .
الحق أن الكاتب الكبير لينين الرملي كان بالفعل نموذجا للمثقف الحقيقي الذي يمتلك المعلومة مصحوبة بالراي وكان صاحب فلسفة فيما يقدمه وكنت كلما التقيت به سواء صدفة أو لإجراء حوارات صحفية كنت استفيد الكثير من آرائه ومن أفكاره ومن نصائحه .
ولو تأملنا فى تاريخ المسرح المصرى فلن نجد كُتابا كبارا للكوميديا الراقية إلا قليلا وسيأتى الكاتب الكبير لينين الرملى على رأس القائمة فهو رائد صناعة الضحك الراقى فى المسرح العربى بما قدمه من أعمال ذات قيمة كبيرة وبعضها يمثل علامات مهمة فى تاريخ المسرح المصرى صنع بها مخرجين وفنانين مجدهم المسرحى من خلال أعمال كاتبنا الكبير لينين الرملى منها مثلا "أهلا يا بكوات" لحسين فهمى وعزت العلايلى وإخراج عصام السيد و"الهمجى" لمحمد صبحى وسعاد نصر و "وجهة نظر" لمحمد صبحى وعبلة كامل و"تخاريف" لمحمد صبحى وهناء الشوربجى و"سك على بناتك" لفؤاد المهندس وسناء يونس وشريهان وغيرها من الأعمال الخالدة فى وجدان المشاهد العربى.