فى مثل هذا اليوم الموافق 8 فبراير من عام 1931 ولدت شادية ، أشرقت شمسها على الدنيا وهلت بنورها كالقمر المضيئ فى سماء الفن، لتأسر القلوب وتعيش فى خيال ووجدان الملايين إلى الأبد وتبقى حاضرة حتى وإن آثرت البعد أو غيبها الموت.
حياتها ثرية وصلت فيها لقمة كل شيئ ، قمة الفن والإبداع وقمة الزهد والعبادة والورع ، قمة العطاء فى كل المجالات الفنية والخيرية، وقمة الإنسانية والجمال والحب والسعادة والحزن.
ورغم أن الكثيرين كتبوا عن سيرة وحياة ومسيرة الدلوعة الجميلة شادية الثرية يبقى الكثير من المعلومات عن حياتها مجهولا لا يعرفه أحد سواها ، أفصحت عن بعضه فى مقالات نادرة بعدد من المجلات القديمة أو لم تفصح عنه ولا يعرفه إلا المقربين منها ، أو ظل وسيبقى مجهولا لأنها لم تفصح به لأحد.
وفى ذكرى ميلاد الدلوعة ننشر بعض المعلومات النادرة التى كشفت عنها بنفسها لعدد من المجلات القديمة.
ومن بين هذه المعلومات التى قد لا يعرفها الكثيرون عن الجميلة شادية أنها تعرضت للخطف وهى فى سن 6 سنوات، وروت شادية بنفسها تفاصيل هذه الواقعة فى مقال كتبته ونشر بمجلة الكواكب بتاريخ 7 يونيو عام 1960 تحت عنوان :" خطفونى وحبسونى مع الجاموس"
وقالت شادية فى مقالها :"كنت فى طفولتى سعيدة مدللة، يهتم بى ويداعبنى كل أفراد الأسرة ، وكان والدى مهندسا زراعياً وبحكم وظيفته كان ينتقل من بلد لأخرى إلى ان استقر به المقام أخيرا فى القاهرة وكان عمرى وقتها 6 سنوات"
وكشفت دلوعة السينما عن حادث تعرضت له فى طفولتها وظل عالقا بذهنها دائما ، قائلة :" فى أحد الأيام وبينما كنت ألعب أمام البيت تقدمت منى سيدة ترتدى ملاءة لف وأخذت تحدثنى بحنان وعطف وقدمت لى بعض الحلوى فارتحت لحديثها والتهمت الحلوى اللذيذة، وبعدها لم أشعر بنفسى"
وأوضحت :"كانت الشيكولاتة تحتوى على مخدر وفقدت وعيى وحملتنى المرأة إلى مكان مجهول، وعندما أفقت وجدت نفسى فى مكان لا أعرفه"
ووصفت شادية المكان الذى وجدت نفسها فيه قائلة :"كنت فى غرفة مظلمة يشاركنى فيها حمار وخروف وجاموسة وامرأة قبيحة الشكل رهيبة المنظر غير المرأة التى خطفتنى، وبعد قليل سمعت فى غرفة مجاورة صوت بكاء طفلة، فأدركت انها مخطوفة مثلى، وأخذت أرد على بكائها ببكاء مثله وأخذت أصيح منادية على أبى وأمى، فانهالت على المرأة القبيحة التى تحرسنا ضربا بلا شفقة، فسكتت وأنا أرتجف من الخوف"
وعن كيفية إنقاذها تابعت شادية فى مقالها :" جاء رجلان يرتديان ملابس بلدية وأخذا يتحدثان مع المرأة بصوت منخفض فهمت منه انهما يتحدثان عنى وعن الطفلة الأخرى، وفجاة نشب خلاف بينهما واعتديا الرجلان على المرأة بالضرب، وانتهزت الفرصة وتسللت من الغرفة إلى حوش البيت ثم إلى الطريق ومشيت أبكى فى أزقة لا أعرفها"
وأضافت :" كان من حسن حظى أنى التقيت برجل طيب عندما عرف أننى تائهة سلمنى لقسم البولي، وكانت أقسام البوليس كلها تلقت خبرا بغيابى وأخذت تبحث عنى، وما كاد ضابط البوليس يعرف بنبأ وجودى حتى اتصل بوالدى تليفونياً، وجاء أبى على عجل وتسلمنى وهو يبكى من الفرح"
وفى حوار أخر لمجلة الكواكب نشر عام 1954 تحدثت الفنانة شادية عن أول مرة نشرت الصحف اسمها ، وأشارت إلى أن ذلك كان فى إحدى المجلات الإسبوعية التى نشرت اسمها تحت صورتها، وقالت إن صاحبة الصورة تقول أن لديها مواهب فى الصوت والغناء والتمثيل وتطلب عملا فى أى فيلم، وذكرت المجلة أن الفنانة الشابة على استعداد لأن تقوم بأدوار البطولة بأسعار مهاودة جدا.
وأشارت شادية إلى أن محرر المجلة الذى نشر الصورة كان يهدف إلى التريقة عليها فى بداياتها ولكنه لم يدرك أنه بذلك قدم لها أكبر خدمة فى حياتها، حيث رأى المخرج حلمى رفلة الصورة وأعجب بها وأسرع للاتفاق معها على بطولة فيلم "العقل فى أجازة" لتبدأ رحلتها ومشوار نجوميتها.