لم يُلقب الموسيقار الراحل والكبير محمد عبد الوهاب بــ "موسيقار الأجيال" من فراغ، ولكنه استطاع خلال مسيرته الفنية الطويلة والممتدة عبر عشرات السنين، أن يقدم للطرب والغناء المصرى أعمال فنية خالدة وعظيمة، بل وتمكن على مدار عصور طويلة، أن يطور ويجدد في الموسيقى، بفضل اطلاعه على الموسيقى في كافة أنحاء العالم، ومعرفته بكل ما هو جديد.
اليوم، تمر ذكرى ميلاد الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب، حيث ولد في 13 مارس عام 1901، وامتدت حياته حتى عام 1991، قدم خلالها مئات وربما آلاف الألحان المميزة ومنها ما وصف بالعبقرية الموسيقية، ولكن من أهم المحطات التى كان يتحدث عنها عبد الوهاب باستمرار، كانت علاقته بأمير الشعراء أحمد شوقى.
ويقول عبد الوهاب في أحد اللقاءات النادرة، "تعلمت من شوقى الكثير والكثير، علمنى كيف أنظر للتيارات الفنية الخارجية الغربية، لأن أول سفرياتى إلى أوروبا كانت معه، وكان في ذلك الوقت لا أحد يسافر أوروبا من الفنانين، وكان عمرى 15 سنة، وقد سمعنى مرة في معهد الموسيقى الشرقى من ضمن الطلاب، فشعر أنه من الجائز أن أكون بداخلى شيء جيد، فتولانى وسافرت معه إلى باريس"
وتابع، "لم يكن هناك وقتها راديو .. ولا شك أن السفر يعطى الانسان خبرة كبيرة.. ثم علمنى الشجاعة الفنية، والأدبية، فكان حينما يلقى الشعر على شخص هو يعلم أنه ذو نفوذ، لم يكن يخاف منه، ويقول قصيدته بكل حرية ولا يخشاه، طالما أن فنه يحتاج ذلك"
توفى عبد الوهاب فى مساء يوم 4 مايو عام 1991 بسبب جلطة بالمخ نتيجة سقوطه على أرضية منزله بعد إنزلاقه وشُيعت جنازته العسكرية 5 مايو بناء على قرار الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.