من أصعب الأمور أن تصل إلى قلب الطفل، وأن تجعله يصدقك ويحبك ويفرح حين يراك، إذا فعلت ذلك فأنت قادر على أن تكسب ثقة الجميع وحبهم واحترامهم، وبالتأكيد لن تصل لذلك إلا إذا كان لديك قدرات وصفات خاصة.
فما هى هذه القدرات الخاصة التى تمكنت بها ماما نجوى أن تتربع فى قلوب الكبار والصغار، وأن يطلق عليها حتى من هم أكبر منها لقب "ماما نجوى" ، وأن يرددوه بحب واحترام، وأن تصاحبها الفرحة والبهجة والابتسامة كلما طلت على الشاشة.
لازلت أذكر كيف كانت الشوارع تخلو من المارة حين يذاع برنامجها "فكر ثوانى واكسب دقايق" الذى كانت تلتقى فيه بكل شرائح المجتمع من الرئيس إلى أبسط عامل وبنجوم وخبراء من كل المجالات، وبقدرة مذهلة تستطيع أن تدير حواراً صادقاً سهلاً ممتنعاً ، ولازلت أذكر جرأتها وهى تصعد سلم المطافئ أثناء تدريب عملى على إطفاء الحرائق.
لازال الجميع يذكرون برنامج "صورة" الذى قدمته فى الثمانينات، وإنسانيتها التى أبكت الملايين فى الحلقة الفريدة التى سجلت فيها مشهد لقاء سجين المحلة بأسرته لأول مرة بعد الإفراج عنه عقب 19 عاماً من السجن.
لازال الجميع يذكرون حلقات برنامج الأطفال صباح الخير ، ويوميات ماما نجوى وبقلظ الذى تربى عليه ملايين الأطفال وشارك الأسر فى تربية أطفالها.
عشرات البرامج التى قدمتها الإعلامية والفنانة نجوى إبراهيم التى تحتفل بعيد ميلادها اليوم الموافق 4 إبريل ، ومنها اخترنالك، عصافير الجنة ، 6 على 6، وغيرها ، وتميزت بحضور وبساطة جعلتها تتربع على عرش القلوب، حتى حصلت على لقب المذيعة المثالية.
رأى المخرج العالمى يوسف شاهين فى ابتسامتها وبساطتها وصدقها ملامح وصيفة الفلاحة المصرية الجميلة فى فيلم الأرض، أول فيلم شاركت فيه نجوى إبراهيم، لتثبت قدرتها على الوقوف أمام عمالقة التمثيل وجدارتها بأن يوضع إسمها بينهم، وفى هذا السن الصغير شاركت فى مهرجان كان وبرلين.
و توالت بطولاتها السينمائية التى وصلت إلى 12 فيلما من روائع السينما المصرية ومنها فجر الإسلام، الرصاصة لا تزال فى جيبى، حتى أخر العمر، المدمن، السادة المرتشون، وغيرها، وكان سر نجاحها فى كل هذه الأعمال هو الصدق والبساطة واحترام وحب الجمهور.
فى كل أعمال نجوى إبراهيم الفنانة والمذيعة لم تكن أبدا متكلفة أو مصطنعة، لا تشعر أنها تمثل أو تتعالى على الجمهور، تميزت بالتلقائية والذكاء والثقافة فصدقها وأحبها الملايين، وخلقت لنفسها مكاناً ومكانة خاصة ميزتها عن غيرها، وفى عيد ميلادها نقول لماما نجوى كل عام وأنت ملكة على عرش قلوب الأطفال والكبار ونموذجاً لكل فنانة أومذيعة تتتطلع أن تكتب اسمها فى سجلات الخلود.