على الرغم من رحيل عمر خورشيد فى مقتبل شبابه، إلا أنه وجد لنفسه مكانا متميزا بين أبناء جيله ومهنته كعازف موسيقى استطاع أن يأخذ بناصية الجيتار، وقف به شامخا وسط عمالقة فن الموسيقى الشرقية ليكون بذلك متفردا فى ما نهجه من سلوك جعل الجيتار، يشدوا خلف قامتين من قامات الغناء العربى أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وبمناسبة ذكرى ميلاده التى تحل اليوم 9 أبريل نقدم نبذة عن مشوار الراحل مع هذين العملاقين.
الطريق الذى سلكه عمر خورشد وخاض به التحدى فيما هو سائد بالساحة الفنية يتلخص فى منهجية تعامله مع آلته الموسيقية "الجيتار" تلك الآلة التى عرفت بانتمائها للأغنية الغربية، وهى المرحلة التى بدأ منها الراحل بالفعل عندما قرر العمل مع بعض الفرق والباندات الصغيرة إلى أن انضم رسميًّا لفرقة "البيتى شاه" التى ذاعت شهرته معها إلى أن قرر الانضمام للفرقة الماسية التى كانت تعمل مع الفنان الراحل عبد الحليم حافظ.
التحدى والرغبة فى حب الموسيقى كان واضحًا فى خريطة الراحل الفنية منذ الطفولة التى نشأ فيها فى حى عابدين، فقد كان أول جيتار يقوم بشرائه وهو فى التاسعة من عمره من مصروفه الخاص، ولأن جنون العزف كان ملازمًا للفنان لم يترك جيتاره من يديه وظل يمارس هوايته وموهبته عليه طوال اليوم، ما جعل والدته تقرر التخلص منه حيث قامت بإلقائه من البلكونة حتى لا يعطله عن دراسته، فى حين كان والده المصور السينمائى أحمد خورشيد يشجعه على موهبته، لكن بالرغم من ذلك فإن نظرة الأم لنجلها تغيرت بعد نجاحه وشهرته فيما بعد، حيث كانت تفخر به دائمًا فى جميع المحافل والتجمعات.
أغنية "زى الهوى"، التى قدمها العندليب واحدة من أبرز أغانيه وأكثرها شهرة بين محبى وعشاق العندليب، وهى أيضًا الأغنية التى أحدثت نقلة نوعية فى موهبة خورشيد وانتقاله إلى ساحة الموسيقى العربية، خصوصًا أن مقدمة الأغنية تحمل كثيرًا من تنويعات العزف على آلة الجيتار الأمر الذى جعل كوكب الشرق بعد ذلك تستعين به فى فرقتها.
وعن أم كلثوم يروى خورشيد فى لقاء مع الفنان سمير صبرى أنه عندما أقدم على الوقوف فى حفل لأم كلثوم شعر بتوتر شديد حتى أنه ذهب للصيدلية واشترى مهدئًا للأعصاب خشية من التجربة؛ خصوصًا أن كوكب الشرق تحتفظ بمكانة خاصة لدى المستمعين، حينها كانت الراحلة تقدم أغنية "ودارت الأيام" وكان هناك عزف صولو الجيتار على إيقاع "الفالس" قبل مقطع "وصفولى الصبر" وما طمأنه حينها أنه كان بعد تقديمه لهذا المقطع اللحنى نال تحية وتقدير وتصفيق كبير من الحضور.
وزاد من نجاح الموسيقى التصويرية التى كان يضعها لعدد كبير من الأفلام السينمائية التى كانت فى السابق تعتمد على الحصول على بعض مقاطع من الألحان العالمية التى وضعها الموسيقيون العالميون.