تمر اليوم ذكرى رحيل الفنان سيد مكاوى الملحن والمطرب والملقب بشيخ الملحنين، الذى لحن لكبار الفنانين منهم أم كلثوم وشادية ونجاة ووردة، ولحن رائعة مسرح العرائس "الليلة الكبيرة"، وله الكثير من الأعمال، كما قدم شخصية المسحراتى فى شهر رمضان، وكان فى كل حلقة يتناول موضوعا وقد اخترنا اليوم فى ذكرى رحيله يوم 21 أبريل 5 فيديوهات يقدم فيها شخصية المسحراتى عن سيد درويش والشيخ محمد رفعت والصحافة وكوبرى إمبابة وخان الخليلى.
شخصية المسحراتى قدمها الفنان سيد مكاوى على مدار شهر رمضان من أشعار وأغانى فؤاد حداد وسيناريو حسن فؤاد وموسيقى وألحان وأداء سيد مكاوى وإخراج فتحى عبد الستار وإنتاج أفلام التليفزيون.
ودأبت الإذاعة المصرية خلال شهر رمضان على تقديم حلقات المسحراتى، وكانت تعهد لأكثر من ملحن لتقديم هذه الحلقات ومن الملحنين الذين سبق وأن شاركوا في تلحين المسحراتي أحمد صدقي ومرسي الحريري وعبد العظيم عبد الحق وكانوا يقدمونها على فرقة موسيقية وفي العام الذي أسندت الإذاعة لسيد مكاوي تلحين عدد من حلقات المسحراتي واشترط أن يقوم هو بغنائها، كما كانت دهشة المسئولين بالإذاعة كبيرة حين قرر الملحن سيد مكاوى الاستغناء نهائياً عن الفرقة الموسيقية وتقديم المسحراتى بالطبلة المميزة لتلك الشخصية، وقدم سيد مكاوي ثلاث حلقات فقط مشاركة مع باقي الملحنين وفور إذاعة الحلقات الثلاث بأسلوب سيد مكاوي حتى حققت نجاحاً منقطع النظير مما حدا بالإذاعة في العام الذي يلية الي الاستغناء عن كل الملحنين المشاركين في ألحان المسحراتي وإسناد العمل كاملا لسيد مكاوي.
بدأ سيد مكاوي في تقديم المسحراتي مع الشاعر فؤاد حداد الذي صاغها شعراً، وظل يقدم المسحراتي بنفس الأسلوب حتى وفاته، وهو أسلوب على بساطته الشديدة يعتبر بصمة فنية مهمة في الكلمات ومحطة من المحطات اللحنية المتفردة في التراث الموسيقي الشرقي.
كما كان لسيد مكاوي الفضل الأول في وضع أساس لحني خاص لتقديم المسحراتي، وكان له أيضاً الفضل في وضع أساس لتقديم الأغاني الجماعية بالإذاعة حيث كان أول من لحن أغاني المجاميع وكان معروفاً أن كل ملحن يسعى لتقديم لحنه لأحد الأصوات الشهيرة الموجودة تحقيقاً للشهرة والذيوع ولكن سيد مكاوي وجد أن نصوص تلك الأغاني لا تحتاج لأصوات فردية فضحى بالشهرة في مقتبل عمره في سبيل تقديم اللون الغنائي الذي يراه مناسباً فقدم للشاعر الكبير محمود حسن إسماعيل أغنية جماعية هي (آمين آمين يا رب الناس) وكذلك أغنية (وزة بركات) وللشاعر القدير فؤاد قاعود أغنية (عمال ولادنا والجدود عمال) والأغنية الشهيرة (زرع الشراقي).
يذكر الفنان سيد مكاوي في بدايته كان مهتماً أكثر بالغناء ويسعى لأن يكون مطرباً وتقدم بالفعل للإذاعة المصرية في بداية الخمسينات وتم اعتماده كمطرب بالإذاعة وكان يقوم بغناء أغاني تراث الموسيقى الشرقية من أدوار وموشحات على الهواء مباشرة في مواعيد شهرية ثابتة ثم تم تكليفة بغناء ألحان خاصة وذلك بعد نجاحه في تقديم ألحان التراث ولعل من مفارقات القدر أن تكون أول أغانيه الخاصة والمسجلة بالإذاعة ليست من ألحانه بل من ألحان صديقه والملحن عبد العظيم عبد الحق والأغنية هى (محمد) والأغنية الثانية كانت للملحن أحمد صدقى وهي أغنية (تونس الخضرا) و هما الأغنيتين الوحيدتين التي غناهما سيد مكاوي من ألحان غيره.
وكانت بداية الشهرة لسيد مكاوي من خلال لحن لشريفة فاضل وهو (مبروك عليك يا معجباني يا غالي) واللحن الأشهر لمحمد عبد المطلب وهو (إسأل مرة عليّا) والذي دوى في جميع أنحاء مصر وسلط الضوء على ذلك الملحن الناشئ والذي تتجلى عبقريته في شدة بساطته وعمق مصريته والتي استمدها من المدرستين الموسيقتيين التين كان ينتمي إليهما ونهل من علمهما وهما مدرسة سيد درويش التعبيرية ومدرسة زكريا أحمد التطريبية وكان كثيراً ما يغني ألحانهما سواء في جلساته الخاصة أو حفلاته العامة وكان دائم الاعتراف بفضل سيد درويش وزكريا أحمد على الموسيقى وإن كان لم يعاصر الأول ولكن كانت تربطة صداقة بالثاني وهذا نوع من أنواع الوفاء النادر والذي قل في أيامنا هذه.
وبدأ تهافت المطربين والمطربات على الملحن سيد مكاوي كل يسعى للحصول منه على لحن فقدم للمطربة الكبيرة ليلى مراد (حكايتنا إحنا الاتنين) وللمطربة شادية (هوى يا هوي ياللي إنت طاير) و(همس الحب يا أحلى كلام) ولشهرزاد (غيرك أنت ما ليش) ولنجاة الصغيرة (لو بتعزني) ولصباح (أنا هنا يا ابن الحلال) ولسميرة سعيد (بعديـن نتعاتب) للفنانة وردة الجزائرية مجموعة كبيرة من الأغاني الناجحة مثل أوقاتي بتحلو وقلبي سعيد وشعوري نحيك وياماليالي وبحبك صدقني كما لحن لام كلثوم أغنية يامسهرني.