ارتبط الملايين على مر الأجيال يوميا بحلقات المسحراتى التى غناها الفنان الكير سيد مكاوى، وكانت من الفقرات الثابتة بالتلفزيون، بجلبابه وطبلته المميزة، وكاياته عن مصر وأهلها وتاريخها، وكانت هذه الحلقات من أعظم ما جسد صورة المسحراتى وأجمل معالم شهر رمضان.
وعن كواليس حلقات المسحراتى وكيف تم صناعة هذا العمل الفريد والجميل والمتكامل الإبداع تحدثت أميرة سيد مكاوى ابنة الموسيقار الكبير سيد مكاوى فى تصريحات لـ "انفراد" ، قائلة :" المسحراتى كان برنامجا يقدم فى الإذاعة بعدة مؤلفين وملحنين، وعرضت الفكرة على صلاح جاهين، فقال «إزاى تطلبوها منى وفى فؤاد حداد فى الدنيا»، ورشح الشاعر فؤاد حداد وقال إنه الأجدر بكتابتها"
وأوضحت ابنة مسحراتى الفن :"بالفعل أسندت الحلقات التى كتبها فؤاد حداد إلى والدى، فقرر تقديمها بالشكل التقليدى وهو طبلة المسحراتى مستغنيا عن الآلات الموسيقية وهو مالاقى استحسانا كبيرا، وتم إسناد العمل كاملا إلى فؤاد حداد وسيد مكاوى ليستمر تقديمها فى الإذاعة المصرية بهذا الشكل لسنوات طويلة"
قدم سيد مكاوى وفؤاد حداد فى حلقات المسحراتى وصف لمصر بكل ما فيها وصفا دقيقا، وللأسف وكما أوضحت أميرة سيد مكاوى فإن الحلقات التى تم نقلها للتليفزيون ليست كل ما هو موجود فى الإذاعة، مؤكدة أن ما يوجد بالإذاعة أضعاف ما يعرض من حلقات المسحراتى بالتليفزيون، وأنها بلغت أكثر من مائة حلقة
وقالت ابنة سيد مكاوى :"أخشى أن يفقد هذا التراث العظيم ويضيع"
وأشارت ابنة سيد مكاوى إلى موقف تسبب فى حزن والدها يتعلق بحلقات المسحراتى قائلة:" والدى لم يغضب بسبب عمله بالفن سوى مرة واحدة بعدما تعرض لحملة صحفية وقت عرض المسحراتى على التليفزيون، حيث ظهر التتر ولم يكتب فيه اسم فؤاد حداد، واتهم وقتها أبى بأنه تعمد إخفاء اسمه بخلاف الحقيقة، حيث لم يكن يعلم أن الاسم محذوف من التترات، مما اضطره أن يقول: «أنا مش شايف التتر علشان أعرف».
وعن طقوس والدها الموسيقار والفنان الكبير صانع البهجة سيد مكاوى فى رمضان أضافت الابنة :" كان يستمع إلى القرآن طوال اليوم، وو وقت الإفطار يحرص أن نكون جميعا على المائدة وأن يفتح الراديو على صوت آمال فهمى، أما وقت السحور فلابد أن نستمع لروائع المسحراتى، وكان يحرص أن يحضر لى ولأمى وأختى وأبنائها فانوس رمضان التقليدى حتى بعد تطور أشكال الفوانيس، حيث كان أبا حانيا وصديقا رائعا"