فى مثل هذا اليوم الموافق 9 مايو ولد وتوفى قيثارة السماء وأحد أفضل الأصوات التى رتلت القرآن واطربت به آذان الملايين فى كل أنحاء الأرض، الشيخ الجليل العابد الزاهد محمد رفعت، والذى ولد فىى 9 مايو 1882 وتوفى أيضا فى 9 مايو من عام 1950.
لم يكن الشيخ محمد رفعت مجرد مقرئ أبدع فى قراءة القرآن وترتيله ولكنه كان واسع الإطلاع فى كل المجالات يحظى بصداقات عدد كبير من نجوم الفن والفكر والأدب والثقافة من مختلف الديانات، فكانت تعقد فى بيته صالونات ثقافية تضم أعلام النجوم الذين حرصوا على صداقته والاستماع والاستفادة والتعلم من صوته الفريد.
وكان يحضر اللقاءات الثقافية فى بيت الشيخ رفعت للاستماع لتلاوته قساوسة ورهبان ويهود ومسيحيين ومسلمين وفنانون وأدباء، ومنهم فكرى اباظة ومحمد التابعى وليلى مراد وأم كلثوم وعبدالوهاب وبديع خيرى ونجيب الريحانى.
وجمعت قيثارة السماء علاقة صداقة خاصة بكل من الريحانى وعبدالوهاب تحدثت عنها حفديته الحاجة هناء محمد رفعت فى تصريحات خاصة لـ "انفراد".
وذكرت حفيدة الشيخ بعضا مما قاله موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب عن الشيخ محمد رفعت وبعضا مما كتبه الريحانى فى مقالاته ومذاكراته عنه.
وأوضحت:" موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب كان يحضر دائما إلى بيت جدى للاستمتاع بتلاوته وجمعته به علاقة صداقة كبيرة
وتابعت: «كان عبد الوهاب يقول أنا صديق الشيخ رفعت حتى يقرأ القرآن فأصبح خادما تحت قدميه».
وأضافت أن الشيخ رفعت ربطته علاقة قوية بنجيب الريحانى وبديع خيرى، وأن الريحانى كان يبكى عندما يستمع إلى تلاوته، وقال إنه عندما يكون عنده مسرح، والشيخ رفعت يقرأ فى الإذاعة لا يفتح الستارة حتى ينتهى الشيخ من القراءة".
وأشارت الحفيدة إلى مقال كتبه الريحانى فى حب الشيخ رفعت بعنوان: «نزهة الحنطور مع الشيخ رفعت» يشير فيه الريحانى إلى فضل القرآن عليه وما تعلمه منه، بعد قراءته مترجما بالفرنسية وسماعه بصوت الشيخ رفعت قائلا: ما كاد هذا الصوت ينساب إلى صدرى حتى هز كيانى وجعلنى أقدس هذه الحنجرة الغالية الخالدة، وهى ترتل أجمل المعانى وأرقها وأحلاها، صممت على لقاء الشيخ رفعت، فالتقيته أكثر من مرة وتصادقنا»، ووصف الريحانى الشيخ رفعت بالعالم الكبير، وأن صوته هو الخلود بعينه، مؤكدا أن نبراته احتار فى فهمها العلماء، وأنه عندما سأل عبد الوهاب عن سر حلاوة هذا الصوت قال إنها منحة إلهية وعبقرية لن تتكرر».
وأكدت حفيدة الشيخ رفعت أن الريحانى كان يصطحب جدها فى أيام مرضه الأخيرة فى نزهة متكررة بالحنطور ليخفف عنه.