فى مثل هذا اليوم الموافق 27 مايو من عام 1931 ولدت سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة التى أبدعت فى كل ما قدمته من أدوار طوال حياتها وأعطت للفن أروع الإبداعات منذ كانت طفلة لا يتجاوز عمرها 5 سنوات وحتى أخر حياتها.
أبدعت فاتن حمامة فى كل أدوارها التى جسدت خلالها مئات الشخصيات المتنوعة، الفلاحة ، وسيدة القصر والمجتمع الأرستقراطية، الطفلة والمراهقة والأم والجدة، المحامية والصحفية ومديرة المدرسة والخادمة ، الغنية والفقيرة، حتى استحقت عن جدارة لقب سيدة الشاشة العربية.
وفى ذكرى ميلادها نلقى الضوء على نقاط الانطلاق الفنى فى حياة سيدة الشاشة وبدايات مواهبها وحياتها الفنية.
كانت فاتن حمامة طفلة مميزة موهوبة لديها العديد من المواهب التى تسبق سنها، فكانت خطيبة بارعة وهى فى سن السادسة ، وبرزت هذه الموهبة عندما دعى والدها الموظف بوزارة التربية والتعليم بالمنصورة لحفل تكريم أحد المديرين الجدد فأعد زجلا للترحيب بالمدير، وقام بتحفيظه لابنته فاتن.
وخلال الحفل ألقت الطفلة فاتن الزجل بطريقة تمثيلية رائعة نالت إعجاب الحاضرين، ومن يومها ذاع صيتها وأصبحت خطيبة كل حفل يقام فى المنصورة.
فازت فاتن حمامة فى مسابقة أجمل طفلة في مصر وبعدها أرسل والدها صورة لها إلى المخرج محمد كريم الذي كان يبحث عن طفلة تقوم بالتمثيل مع الموسيقار محمد عبد الوهاب في فيلم يوم سعيد عام 1940، واقتنع المخرج محمد كريم بموهبتها ورشحها لأول أدوارها "أنيسة فى فيلم يوم سعيد "، وكان الفنان الكبير عبدالوارث عسر هو المكلف بكتابة سيناريو الفيلم ، و من ضمن الأدوار فى الفيلم دور لطفلة عمرها 6 سنوات، فكتب عسر دورا مختصرا يناسب طفلة، ولكنه عندما رأى فاتن حمامة مع والدها بعد الإعلان الذى نشره المخرج محمد كريم يطلب فيه طفلة لأداء الدور انبهر عسر بموهبة فاتن بعد حديثه معها وقال إنها ستكون نجمة المستقبل وأعاد كتابة دور الطفلة ليمنحها مساحة أكبر إيمانا منه بموهبتها.
وبعد نشر اسم الطفلة فاتن حمامة فى الصحف عام 1940 خلال الإعداد للفيلم كأول طفلة تشارك فى فيلم مصرى أثار الخبر ضجة كبيرة، وشنت إحدى المجلات ضجة وحملة ضخمة على المخرج، وطالبت الحكومة بحماية الطفلة الصغيرة من التمثيل لما فيه من إرهاق لصحتها. وأجرت المجلة استفتاء بين قرائها حول اشتغال الطفلة الصغيرة بالتمثيل أو عدمه، وجاءت النتيجة بالموافقة.
وبعد هذه النتيجة كان اعتذار المجلة بنشر صورة الطفلة فاتن واسمها فى صفحة كاملة، وكانت هذه أول مرة ينشر فيها اسم فاتن وصورتها فى الصحف، واحتفلت أسرتها احتفالا كبيرا بهذه المناسبة، وقام والدها بتوزيع الشربات والحلوى على الجيران فرحا بابنته.
وحققت الطفلة فاتن نجاحا كبيرا وجذبت الأنظار لموهبتها الكبيرة وبعد 4 سنوات استدعاها نفس المخرج مرة ثانية للتمثل أمام محمد عبد الوهاب في فيلم "رصاصة في القلب" (1944)، ومع فيلمها الثالث "دنيا" عام 1946 استطاعت أن تثبت أقدامها فى عالم الفن والتمثيل وانتقلت عائلتها إلى القاهرة وألحقتها بالمعهد العالي للتمثيل عام 1946.