كان الفن والفنانين المصريين من أهم المشاركين فى المهرجانات الدولية منذ بداياتها، وكانت الفنانات المصريات من أولائل الفنانات فى منطقة الشرق الأوسط اللاتى شاركن فى المهرجانات الفنية العالمية وحظين بحضور واهتمام عالمى.
ومع إعلان قائمة الأفلام الرسمية لمهرجان كان السينمائى فى دورته الملغاة بسبب تفشى فيروس كورونا نعود بالزمن للوراء لنتحدث عن أوائل الفنانات المصريات اللاتى شاركن فى المهرجانات الفنية الدولية.
وفى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر عام 1960 نشرت المجلة موضوعاً تحت عنوان "سفيرات من شارع الهرم" تحدثت فيه عن مشاركات فنانات الزمن الجميل فى المهرجانات الفنية العالمية وكيف تعاملن فيها وكيف استقبلتهن هذه المهرجانات واحتفت بهن.
وأشارت المجلة إلى أن سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة كانت أول ممثلة اجتازت الحدود لتعبر عن الوجود المصرى فى المهرجانات العالمية وأطلقت عليها لقب السفيرة رقم 1، حيث شاركت فى مهرجان برلين عام 1953 بفيلم "بعد الوداع"، وكانت أول فنانة عربية تسافر إلى مهرجان دولى.
وأكدت المجلة أن فاتن حمامة لفتت الأنظار ببساطتها وأناقتها وشخصيتها الجذابة والتف حولها الجمهور يطلب توقيعها وصور معها ومنها، وازدحم الناس ف مظاهرة حب أمام الفندق الذى تقيم فيه، وكتبت الصحف عنها غير مصدقة أن هذه الفنانة الجميلة الأنيقة من الشرق الذى طالما طالته الدعاية المغرضة واكدت أنه يعيش فى بؤس وفقر وخيام ولا يعرف أى نوع من أنواع التقدم.
كما حظيت سيدة الشاشة العربية بإعجاب عدد من نجوم هوليود الذين التقوا بها.
وأشارت الكواكب إلى أن فاتن حمامة عرفت المجد الحقيقى عندما سافرت للاتحاد السوفيتى، حيث أعجبت الجماهير بجمالها وأناقتها ووقفوا بالساعات تحت المطر لتحيتها والتطلع إليها.
وأكدت الكواكب أن فاتن أرهقت فى الاتحاد السوفيتى من كثرة الحفلات، لكنها ظلت طوال الوقت تحتفظ بابتسامتها حتى شعرت بتورم فى خدودها، كما كانت الموائد فى المهرجان تمتد لساعتين.
وتحدثت المجلة عن زيارة فاتن حمامة للصين التى كانت الموائد فيها تمتد لفترات أطول تصل إلى 4 ساعات تتخللها خطب وأحاديث، ولكن كان أكثر ما أزعج سيدة الشاشة العربية فى هذه الموائد أنواع الطعام الغريبة التى يختلط فيها الحلو جدا بالحادق جدا، وتمتلئ الموائد بأطباق الجراد والضفادع .
واستقبلت فاتن حمامة فى الصين الشعبية استقبالا حافلا وانتظرتها فى كل زيارة وفود رسمية وغير رسمية قدمت لها باقات الورود والهدايا التذكارية.