اكتشف موهبته في الفن منذ الطفولة، عندما أختاره مدرس اللغة العربية وهو في الصف الثالث الإبتدائى لعمل دور في عرض مسرحى بسيط، وكانت مفاجأة لجميع الحضور حيث إنهال عليه التصفيق عقب إنهاء المسرحية ومن هنا قرر أن يكون ممثلا، هو الفنان العظيم سعد أردش الذى يعد رائدا من رواد المسرح المصرى وأثرى المسرح بالكثير والكثير حتي ترك عالمنا.
ولد سعد أردش في مثل هذا اليوم، فى إحدي قرى مدينة دمياط، فى أسرة بسيطة، منذ طفولته أصبح التمثيل هو العصب الرئيسى في حياته ، كان يسعى له دائما وبعد إنتهاءه من المرحلة الثانوية قرر أن يشق طريقه فى التمثيل ولكن واجهته أول صعوبة في حياته كيف سينتقل للعيش في القاهرة من أجل التقديم بالمعهد العالى للفنون المسرحية فكانت حالته الإقتصادية لا تسمح بذلك، فقرر أن يعمل في مصلحة السكة الحديد ككاتب وكان هدفه أن يحصل علي المال كى يلتحق بالمعهد .
قدم سعد أردش في المعهد العالي للفنون المسرحية ولكن لم يقبل فى المرة الأولى ولأنه مؤمن بموهبته وليس لديه حلم سوى التمثيل قرر أن يقدم للمرة الثانية وبالفعل تم قبوله، وخلال دراسته بالمعهد قدم بعض الأعمال الإذاعية، ولكنه كان دائما يشعر بشيء ما ينقصه، وكان القرار بأن يكمل دراسته الجامعية بجانب المعهد فقد أيقن أن الدراسة الجامعية جزء لا يتجزأ من تكوين الممثل ومكانته ولكى يستطيع أن يخوض العالم بثقة، فألتحق بكلية الحقوق وكون أول فريق مسرح بها بجانب دراسته بالمعهد.
بعد تخرجه من المعهد العالى للفنون المسرحية لم يكن هناك سوي فرقتين مسرحية خاصة وهم فرقة الريحاني وفرقة اسماعيل يس، وفرقتين أيضًا للدولة وهم المسرح القومي والمسرح الحديث الذى أنشأه ذكى طليمات لخريجين المعهد ولكن بسبب ضعف الميزانيات لم يستطع الإلتحاق بأي من الفرق فقرر هو وزملائه إنشاء فرقة خاصة بهم وقد كان، أنشأ فرقة المسرح الحر عام ٥٢ التي أصبحت بعد ذلك معلم من معالم المسرح المصري.
وتزامن تاريخ إنشاء الفرقة مع الثورة المصرية فقدم أول عمل إحترافي له وهو العرض المسرحي " الأرض الثائرة " والذي تحدث فيه عن قضية الإقطاع والصراع بينه وبين الفلاح المصري ، وبعد خوضه تجربة الإخراج لاحظ أنه لم يعد لها إعدادًا جيدا وكان يري أن الإخراج والتمثيل مكملين لبعضهم البعض ، فقرر دراسة الإخراج عن طريق بعثة وبالفعل سافر لإيطاليا ودرس هناك فن الإخراج بالأكاديمية الوطنية لفنون المسرح بروما.
قدم لنا سعد أردش العديد من الأعمال الفنية الثرية ففى مسرح الجيب الذي أنشأه ليكون مسرح تجريبي قدم عرض " بداية في النهاية " ويعتبر ذلك العرض أول لا معقول يعرض في مصر ، ثم عرض " ياطالع الشجرة " لتوفيق الحكيم وكان لنفس المدرسة ، ومن أهم عروضه أيضا مسرحية " الناس اللي تحت " ، و " الأرض " و" الرجل الذي قتل ظله " و " لعبة البيت " ، كما برع في أدوار الشر حتى أن كثيرا من الجمهور كان يخلط بين شخصيته الحقيقية وشخصية الشرير كما صرح هو من قبل ، ولكنه كان يؤمن بأن كلما كانه الممثل خيرا كلما كان أداءه للشخصية الشرير أكثر عمقا .