"مصر يامه يابهية يا أم طرحة وجلابية الزمن شاب وأنتى شابه هو رايح وإنتى جايه" كلمات تلمس القلوب لبساطتها وقدرتها على التعبير عن الواقع، فهى وغيرها من أغانى الشيخ إمام الذى يعد اليوم ذكرى ميلاده، تصلح لكل زمان ومكان، أيقونات موسيقية طبعت زمنا عربيا ومصريا كاملا، لكل أغنية قصة وحدوته كانت سببا فى غنائها، فبالرغم من مرور السنوات على رحيل الشيخ إمام إلا أن نجمه مازال ساطعا إلى الآن وتغنى الأجيال أغانيه فى جميع المناسبات، فإمام كان مغنيا عظيما ومتفردا استطاع أن يخلق حالة فريدة من نوعها.
بالرغم من إصابته بالعمى منذ عامه الأول إلا أنه كان طفلا متميزا، حيث تميز بذاكرته القوية وحفظه السريع، وكذلك تميز بالأذن الموسيقية التى جاءت بسبب استماعه لأغانى الأفراح والمناسبات من نساء قريته خلسة، كان والده يتنبأ له بمستقبل باهر فكان يحلم أن يكون شيخا كبيرا، فألحقه بالجمعية الشرعية التى طرد منها بسبب سماعه لإذاعة القرآن الكريم فاعتبروا ذلك بدعة فقرروا طرده من الجمعية ومن البلد كلها وحذره والده أن يعود للبلد مرة أخرى، فسار تائها فى الشوارع لا يعرف إلى أين يذهب حتى أخذته قدميه لحى الغورية وأتخذ منه مسكنا لسنوات.
تعلم إمام العود على يد كامل الحمدانى، ومن هنا بدأ يفكر فى التلحين بجانب الغناء، والتقى بالشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم وكونا أعظم ثنائى وأصبح نجم هو رفيق دربه، وقدما أغانى تهكميه على الأوضاع التى لا تعجبهم أو وطنية وذاع صيتهم وكانت أغانيهم تنتشر بسرعة البرق وكأنها نار فى هشيم حيث كانت تلمس الناس وتعبر عن حالهم ، ولكن تلك الأغانى التهكمية كانت سببا فى غضب الدولة منهم، وتم اعتقالهما بسبب تلك الأغانى ليكون إمام بذلك أول سجين بسبب الغناء فى تاريخ الثقافة العربية وأخرج من المعتقل بعد إغتيال الرئيس الراحل أنور السادات .
وبعد النجاح الكبير الذى حققه مع نجم إلا أن الخلاف دب بينهما وأنفصلا، لكن قبل وفاة الشيخ إمام بوقت قليل عادا مرة أخرى وكان إمام قد قرر الاعتزال ومكث فى غرفته فى حى الغورية حتى توفى فى هدوء، ومن أشهر أغانى الشيخ إمام "جيفارا مات، بقره حاحا، شيد قصورك، يابلح أبريم".