هى الخادمة المرحة ذات الوجه البشوش والقلب الطيب، وتعد أهم أسباب نجاحها تلقائيتها وخفة ظلها، فقدمت دور الخادمة بطريقة مغايرة عن ما قدمته الأخريات، هى الفنانة الراحلة وداد حمدى التى تمر اليوم ذكرى ميلادها، وبالرغم من أنها قدمت العديد من الأدوار بخلاف دور الخادمة مثل الأم والزوجة والجارة والقريبة والصديقة، إلا أنها ارتبطت فى أذهان الجمهور بالخادمة فقد أعطت للدور مذاقا خاصا.
وداد حمدى كانت تمتلك جمالا مصريا استثنائيا ولديها جميع المقاييس التى تؤهلها لتكون بطلة أفلام لكنها لم تحظى بالفرصة التى حظى عليها أبناء جيلها، فقد بدأت مشوارها الفنى عندما هبطت للقاهرة من مدينة المحلة الكبرى كى تبحث عن عمل عندما تعرض والدها لأزمة مالية عقب طلوعه على المعاش، فكانت على يقين أنها تملك موهبة الغناء فبدأ تبحث عن فرصة لتقديم موهبتها ولكن بعد فترة ومحاولات من الفشل أكتشفت أنها لا تصلح للغناء.
قدمت ما يقرب من 600 عمل فنى مع معظم الفنانين الكبار، وبالرغم من نجاحها فى دور الخادمة إلا أن هذا الدور جعلها تيقن أن ارتباط تقدير الفنان بطبيعة الأدوار التى يؤديها ومدى احترام المجتمع لتلك الأدوار، حيث تعرضت لموقف عندما طلب منها أحمد شوقى شقيق الفنان فريد شوقى الزواج وذهب ليخبر أهله بعدما اشتروا دبل الخطوبة، وفوجئ برفض أهله لها رفضا شديدا وكان السبب أنها تظهر كخادمة لهدى سلطان فى أفلامها، وحاول محاولات عدة إقناعهم لكن دون جدوى، وتحكى وداد أنها لم تتأثر كثيرا بهذا الموقف وكان رد فعلها أنها ذهبت للإسكندرية لمدة أربع أيام وعادت بعدها كأن شيئا لم يكن.
عرفت وداد بحبها الشديد للكرة واتخذت من النادى الأعلى فريقا لها، وكانت متعصبة فى تشجيعه وتغضب جدا عند خسارته، وتعتبر نهاية حياتها مآساة بكل المقاييس فقد قتلت غدرا على يد الريجيسير الذى أوهمها بدور جديد فاستقبلته فى منزلها وقام بطعنها بالسكين عدة طعنات ليتفاجأ بعد قتلها أنها لا تملك سوى 250 جنيها.