شريك رحلة نجاح سبقا فيها زمانهما بزمان وكانا خلالها أشهر ثنائى لنشر البهجة ، كانا يرقصان معا كفراشات تنشر الحب وتحلق فى الفضاء وتمنح العالم قدرا كبيرا من السعادة وأجنحة ليطير بها فوق كل الأفكار البالية والواقع الحزين، ويمنحان الناس أملاً وحباً وجمالاً، هكذا كان محمود رضا وفريدة فهمى وكانت فرقة رضا التى غيرت مفهوم الرقص الشرقى فى العالم، وقدمت حضارة مصر وتراثها وثقافة شعبها من خلال أشهر وأول فرقة فنون شعبية مصرية أبهرت العالم وروجت للسياحة والحضارة المصرية.
وبعد رحيل محمود رضا الضلع الرئيسى والملهم والمؤسس لفرقة رضا تعيش فريدة فهمى بطلة الفرقة وأيقونة الرقص الشعبى والبهجة والجمال حالة من الحزن والاكتئاب ، لا ترد على الهاتف ولا تصدق أن شريك رحلة النجاح ودينامو الفرقة ومؤسسها الذى طالما شاركها فى نشر البهجة قد رحل.
حقا كان محمود رضا فى آخر سنوات عمره لا يخرج ولا يتحرك بحكم السن ولكن فريدة فهمى كانت تطمئن لوجوده فى الحياة ، تسعد إذا سمعت صوته فى الهاتف حتى وإن لم يتقابلا أو لم يحدثها كثيرا، فيكفيها أن تسمع صوته يناديها وينطق اسمها حتى وإن ضعف هذا الصوت وارتعش.
كان محمود رضا بالنسبة لفريدة فهمى آخر أسباب السعادة وآخر ما تبقى من زمن جميل رحل كل أطرافه ورفاقه .
شقيقتان وشقيقان كونا ملحمة حب وبهجة ، على ومحمود رضا، وفريدة ونديدة فهمى ، تزوجت فريدة فهمى من المخرج والفنان على رضا شريك رحلة الحياة والنجاح، وتزوجت شقيقتها الوحيدة نديدة فهمى من محمود رضا بعد قصة حب ، وكان لها أيضا بصمات نجاح فى فرقة رضا حيث كانت تصمم الملابس للفرقة ، كانت أول الأحزان عندما خطف الموت نديدة فهمى بعد رحلة مرض وهى فى عز شبابها ،فكانت الصدمة للعائلة وللفرقة، ورغم ذلك رقصت فريدة ومحمود فى اليوم التالى للوفاة رغم الألم والأحزان ، وقدمت الفرقة عروضها لأن الجمهور حجز التذاكر.
حققت الفرقة نجاحات عالمية ووقفت على أكبر مسارح العالم ، وتم تأميمها ورغم ذلك ظل محمود وعلى رضا وفريدة فهمى يعملان على أن تكون خطوات النجاح أوسع وأن تسبق الفرقة عصرها وهو ما حدث ،حتى بدأت العراقيل والروتين، ولم تعد الفرقة كما كانت .
اعتزلت فريدة فهمى فى سن الأربعين وسافرت ودرست وحاضرت وأعدت رسالة الماجيستير فى أكبر جامعات العالم، كان موضوع رسالتها عن محمود رضا، الذى قالت عنه أنه خلق لغة حركية جديدة ، لغة مستمدة من تراث وحضارة مصر وأهلها ومن الفن المصرى الذى أراد أن يصل للعالم، وبالفعل قرأ العالم عن محمود رضا ووضعت الدراسة باسمه فى أكبر جامعات أمريكا حتى يعرف العالم ما فعله وماذا قدم بتجربته الفريدة للفن المصرى والعالمى.
وكانت الصدمة التالية لفريدة فهمى مرض الزوج على رضا فعاشت فترة أحزان طويلة وصلت لقمتها بوفاة الزوج وشريك الحياة، وبعدها عاشت تجربة مرض الأم ووفاتها.
ولسنوات تعيش فريدة فهمى فى هدوء بعيدا عن الأضواء فى شقتها بالزمالك مع ذكرياتها الجميلة وطوال الوقت كانت مطمئنة لوجود محمود رضا فى الحياة ، حتى كانت الصدمة الجديدة بوفاة أخر أسباب السعادة، صانع البهجة وشريك الرحلة، لتفقد فريدة فهمى أخر شركاء ورفاق الحلم وتكون أكثر المحزونين لوفاة المبدع محمود رضا ..ويبقى العزاء أن من رحل بجسده سيبقى دائما بفنه وتجربته وإبداعه سابقا عصره ومتربعا فى قلوب الملايين..رحم الله محمود رضا وبارك فى عمر فريدة فهمى وألهمها الصبر.