ما زال سر وفاة الإسكندر الأكبر الفاتح العسكري لإمبراطورية امتدت من بلاد الإغريق حتى "فارس والهند" لغزا محيرا، وكل الأفلام السينمائية التي تناولت سيرته كانت تتهرب من تقديم السبب الحقيقي للوفاة، لأنه ما زال يحمل الكثير من الغموض، واليوم يتزامن مع ذكرى ميلاده يوم 20 يوليو عام 356 ق.م.
ويبدو أن الفترة القادمة سوف تشهد إحياء عدة مشاريع كانت مؤجلة لتقديم الإسكندر الأكبر في أكثر من فيلم سينمائي وخاصة تقديم السر الذي مازال يحير العالم في وفاة هذا القائد الكبير، فهو أحد أبرز الشخصيات فى العالم القديم، التى حققت خلودها الخاص، فرغم موته سنة 323 قبل الميلاد فى بابل بالعراق شابا، لكن لم يتركه الجميع فى شأنه، فجنوده تقاسموا مملكته، والمؤرخون قد شرحوا حياته، ورجال الآثار لا يزالون يواصلون البحث عن مقبرته، والباحثون يواصلون تحقيقهم فى طريقة موته، وفى هذا الجانب كشف علماء بجامعة أرسطو اليونانية، أن سبب وفاة الإسكندر الأكبر هو مرض "نخر البنكرياس" وليس الملاريا أو الالتهاب الرئوى كما كان شائعا من قبل ولكن كل هذه مجرد تفسيرات ولذلك فإن صناع السينما في هوليود يحبذون مثل هذه القصص التي بها الألغاز والاسرار.
كان من قبل قد استقبلت مدينة ورزازات المغربية فريق تصوير فيلم «الاسكندر الاكبر» الذي سيخرجه الاسترالي باز لورمان ويقوم ببطولته ليوناردو دي كابريو ولكن أوجل الفيلم لدواعي أمنية ولم يتم تصويره ، وشخصية الاسكندر الاكبر كانت مصدر الهام لثلاثة مشاريع اخرى احدها لشبكة التلفزيون الاميركية عبر الكابل «اتش.بي.او» مع ميل غيبسون لكن سرعان ما تم التخلي عنه واخر للمخرج اوليفر ستون مع النجم كولن فاريل، وهذا المشروع خرج للنور بالفعل وتم تنفيذه وثالث لمارتن سكورسيزي والافلام التاريخية ذات الانتاج الضخم ستصبح موضة جديدة في هوليوود.
قدم من قبل فيلم "الإسكندر الكبير" عام 1956 للمخرج "روبرت روسين" كأول الأفلام التي تناولت حياته وقام بدور الإسكندر الأكبر في ذلك الفيلم "ريتشارد بورتون" ولكن هذا الفيلم لم ينل حظا من النجاح والشهرة والانتشار لأنه كان تقليديا في سرد القصة كما هي موجوده في كتب التاريخ.
كما قدم فيلم " Alexander " الذي تم تمثيله عام 2004 عن حياة "الإسكندر" نال شهرة واسعة ونجح نجاحاً دولياً ساحقاً، وهو من إخراج "أوليفر ستون" Oliver Stone ويعتمد الفيلم في أحداثه على كتاب "الإسكندر الكبير" للمؤرخ "روبن لين فوكس"، وقد أثار جدلاً كبيراً وتعرّض للانتقادات الكثيرة والسخرية وقام النجم "كولين فاريل" Collin Farrell بدور "الإسكندر"و يبين الفيلم أهم لحظات حياة الإسكندر في طفولته وشبابه ووفاته، والعلاقة السيئة مع والده "فيليبوس"، وغزواته للإمبراطورية الإخمينية عام 331 ق.م، وبذل الجهود للوصول إلى إمبراطورية عالمية وركز هذا الفيلم على جانب واحد من حياة الإسكندر، حيث أظهر الجانب الغريزي المتهور والماجن. لذلك اعتبر السينمائيون الفيلم عبارة عن إهانة للحقبة التاريخية آنذاك ولا يليق بـ "الإسكندر الكبير".
وفي مصر تم تصوير الفيلم العالمي الإسكندر الأكبر وهو إنتاج أمريكي ـ إنجليزي ـ يوناني ـ مصري مشترك وتم التصوير انذاك بمدينة الإنتاج الإعلامي ولعب شخصية الاسكندر الممثل سام هيوجن, وشارك في الفيلم من مصر هالة صدقي وسامي العدل وشريف رمزي الذي قدم دور ليكوميدس صديق الاسكندر .
وهناك عدد من الافلام الوثائيقية قدمت ايضا حياة الاسكندر ففي عام 2005 قام المخرج "جيم ليندسي" Jim Lindsay بتجسيد حياة "الإسكندر الأكبر" في فيلم وثائقي "The True Story of Alexander The Great" من بطولة "ميشيل كارديل" Michel Cardelle الذي قام بدور "الإسكندر"، و "بريدتيا تومارشيو" Brigdetta Tomarchio التي قامت بدور "أولمبياس" أم "الإسكندر"، و "جيمي وولش" Jamie Walsh التي جسّدت دور "كليوباترا" وأيضاً هناك فيلم وثائقي عن "الإسكندر الأكبر" واسمه "The Man Behind The Legend"، وهو فيلم وثائقي من إنتاج قناة "ناشيونال جيوجرافيك" ومدبلج للعربية.
يذكر أن الإسكندر الثالث المقدوني كان معروفا بأسماء عديدة أبرزها الإسكندر الأكبر، والإسكندر الكبير، والإسكندر المقدوني، والإسكندر ذو القرنين وهو أحد ملوك مقدونيا الإغريق، ومن أشهر القادة العسكريين والفاتحين عبر التاريخ وتتلمذ على يد الفيلسوف والعالم الشهير أرسطو حتى بلغ ربيعه السادس عشر وبحلول عامه الثلاثين، كان قد أسس إحدى أكبر وأعظم الإمبراطوريات التي عرفها العالم القديم، والتي امتدت من سواحل البحر الأيوني غربًا وصولاً إلى سلسلة جبال الهيمالايا شرقًا. يُعد أحد أنجح القادة العسكريين في مسيرتهم، إذ لم يحصل أن هُزم في أي معركة خاضها على الإطلاق.