دائما كانت السينما المؤرخ المؤثر فى وجدان الجماهير وستظل هى الحافظ لتاريخ الشعوب بما فيه من ثورات وأحداث مهمة، وتحل اليوم الذكرى الـ68 لثورة 23 يوليو المجيدة "الثورة البيضاء" التى جاءت لإعلاء راية العدالة الاجتماعية والقضاء على الطبقية والإقطاع والفساد وإعلان الجمهورية وإسقاط الملكية على يد مجموعة الضباط الأحرار وكانت السينما فى ذلك الوقت أحد الأدوات المهمة لرجال ثورة يوليو، وبالفعل خلدت السينما المصرية هذا الحدث المصرى الأهم فى تاريخ مصر المعاصر، ولم تكن السينما بمفردها لكن وظف رجال الثورة الفن بشكل عام لتحقيق أهداف الثورة، وما يؤكد ذلك دراسات كثيرة أثبتت أن الإنتاج السينمائى ما بعد ثورة يوليو وصل إلى 700 فيلم، رغم أن حصيلة الأفلام التى تم إنتاجها فى القرن العشرين هى 3 آلاف فيلم فقط، وهذا معناه أن فترة ثورة يوليو شهدت أعلى معدل إنتاج سينمائى.
شارك فى تلك الأفلام كوكبة من كل نجوم المرحلة الذين هم أبطال الثورة في تاريخ السينما المصرية وكان أبرزهم شكري سرحان وفريد شوقي وأحمد مظهر الذي كان ضابطا في سلاح الفرسان والبرنس في "رد قلبي" والباشا في "الأيدي الناعمة" إلا أنه لعب دور قائد المجموعة الفدائية في فيلم "جميلة بوحريد"، وهناك رشدي أباظة ومحمود المليجي في "شروق وغروب" الذي يرمز اسمه لغروب العهد الملكي ومجيء الشروق على يد الثورة والتخلص من عصر الباشوات، كما قدم استغلال رموز العهد الملكي لنفوذهم على مكاسبهم الخاصة والتخلص من أعدائهم في حين يقدم المبادئ والأخلاق التي يتمتع بها أعضاء التنظيم الثوري وهناك أيضا من النجوم عمر الشريف وفاتن حمامة ومريم فخر الدين وكمال الشناوي وسعاد حسني وصلاح ذو الفقار وغيرهم من النجوم الذين أضاءوا في سماء الثورة ومازالت أعمالهم المتميزة الرائعة خالدة في ذاكرة السينما المصرية وتاريخها العريق وفي أعماق القلوب ومحبي الوطن.