اندرج اسمه بين أبرز الشخصيات الفنية ولقب بمخرج الواقعية المصرية، حيث كان من رواد المدرسة الواقعية، هو المخرج الكبير الراحل عاطف سالم، والذى تحل اليوم ذكرى ميلاده، فخلال مشواره الفنى قدم عددا من الأفلام التى تعتبر علامة من علامات السينما المصرية، وأثرى الفن بالعديد من الأعمال التى استطاعت أن تعيش فى وجداننا إلى يومنا هذا، حيث كان لديه جميع مقاومات الإبداع، وثقل الموهبة التى أهلته ليكون واحدا من أعظم المخرجين فى مصر والوطن العربى.
ولد عاطف سالم فى السودان، حيث كان يعمل والده فى الجيش المصرى هناك، وكان والده صارما وشديدا، ولعل تلك الصرامة شكلت شخصية عاطف سالم ، وقد بدأ حياته كممثل لكن يبدو أنه لم يجد نفسه فى التمثيل فتحول على الفور ليعمل كمساعد مخرج مع عمالقة المخرجين حينذاك أمثال أحمد بدرخان وحلمى رفلة ، وكان لهؤلاء العمالقة فضل كبير فى تشكيل موهبته ، وبعد رحلة طويلة عمل فيها كمساعد مخرج وقدم أفلاما عديدة منها " حب وجنون " ، و " هدى " ، و " المجنون " ، و" المليونير " ، شق طريق الإخراج وقدم أول أفلامه الإخراجية " الحرمان " ، والذى نجح نجاحا كبيرا .
ومن أهم أعماله أيضا فيلم " جعلونى مجرما " للراحل فريد شوقى ، ويعد ذلك انطلاقة فى مشواره الفنى ، حيث كان لهذا الفيلم مردود كبير عند المتلقى ، كما أنه ساهم فى رفع السابقة الأولى من الصحيفة الجنائية فى مصر ونال إشادة الجميع ، ولعل مايميز أفلام عاطف سالم أنها كانت صادقة فى التعبير عن حال الشارع المصرى والأسرة المصرية ، حيث كان لديه موهبة كبيرة فى إختيار الموضوعات التى يقدمها وكانت للأسرة المصرية البسيطة وعاداتها وتقاليدها النصيب الأكبر من أفلامه ونجد ذلك واضحا فى فيلم " الحفيد ، وأم العروسة " وغيرهم .
لم يكتفى بالإخراج فقط ، بل كان له تجارب كمؤلف وأيضا كمنتج مثل " توت توت " ، و مضى قطار العمر " ، و النمر الأسود " ، وكان لعاطف سالم بعض الأحلام يريد أن يحقهها ولكن لم يحالفه الحظ ، فكان من ضمن أحلامه تقديم فيلم " الصديقان " الذى يحكى عن العلاقة بين الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ، وصديقه المشير عبد الحكيم عامر ولعل ظروف إنتاجيه منعت تحقيق هذا الحلم ، وكان من أحلامه أيضا تقديم فيلم عن حياة الراحل فريد الأطرش حيث كان متأثر به ومعجب به هو وشقيقته أسمهان ، ولكنه توفى قبل تحقيق هذا الحلم .