قال الشاعر الكبير جمال بخيت، إن أغنية " ليلة العيد" هى الإعلان الرسمى عن العيد لدى جموع الشعب المصرى ، فقد أصبحت تلك الأغنية طقس من طقوس العيد ، فصناع تلك الأغنية الثلاثة هم معجزة حقيقية ولديهم مشوار فنى عبقري وهم الشاعر الكبير أحمد رامى، والموسيقار رياض السنباطي، وكوكب الشرق أم كلثوم، فنحن أمام ثلاثة يمثلون الحضارة المصرية برقيها وشموخها وتاريخها العظيم وحاضرها وأيضا مستقبلها.
وأضاف بخيت أثناء إستضافته فى برنامج "التاسعة"، مع الإعلامى وائل الإبراشى والفنانة والإعلامية نجوى إبراهيم، المذاع على القناة الأولى يعود سر بقاء أغنية "ياليلة العيد"، ليومنا هذا ونجاحها بهذا الشكل لأنها نموذج البهجة، فقد جمعت كل مفردات البهجة فى حياتنا، تحدثت عن العيد والحب والنيل، فتجد نفسك أمام بانوراما لا تشع سوى البهجة ، كما تعتبر الأغنية من استثناءات أحمد رامى ورياض السنباطي فقد امتازت أغانيهم بالحزن، والفنان العبقرى يستطيع أن يقدم جميع الألوان، وقد كتبت تلك الأغنية فى البداية عام 39 لفيلم "دنانير"، التى كانت تدور أحداثه فى العراق، وكان هناك أحد الكوبليهات تقول " يادجلة ميتك عنبر وزرعك فى الغيطان نور .. يعيش هارون يعيش جعفر ونحيلهم ليالى العيد".
واسترسل، عندما نزلت الأغنية على أسطوانة لأم كلثوم قام رامى بتغير كلمات هذا الكوبليه كى تتماشى الأغنية مع مصر وقال " يانيلنا ميتك سكر وزرعك فى الغيطان نور .. تعيش يانور وتتهنى ونحيلك ليالى العيد " ، وفى عام 44 قام النادى الأهلى بإحياء حفلة لأم كلثوم فى وقفة العيد، وكانت الإذاعة المصرية تذيعها وبعد إلقاء أم كلثوم لمطلع أغنية "ياليلة العيد تفاجئ الجميع بدخول الملك فاروق عليهم لحضور الحفلة، وهنا قامت أم كلثوم بذكاء غير معهود بتغير كلمات الاغنية لتجعلها هلالك هل فى عنينا فرحناله وغنينا موجهة الكوبليه للملك فاروق ، كما قالت " يعيش فاروق ويتهنى ونحييله ليالى العيد"، واستدعت بعد انتهاء الأغنية الكوبليه الأخير من أغنية حبيبى يسعد أوقاته وقالت فى نهايته موجه الكلمات للملك " عز وتمجيد ليك يامليكى "
وأكد جمال بخيت أنه كان هناك علاقة حب بين أم كلثوم وأحمد رامى ، فقد أحب أحمد رامى أم كلثوم حبا كبيرا، وزوجة الشاعر الراحل أحمد رامى لابد أن يصنع من أجلها تمثال ، وأحمد رامى هو من علم أم كلثوم القراءة الشعرية وأحضر لها الكثير من الكتب فكانت أم كلثوم تغنى اللغة العربية منذ الطفولة لكنها لم تكن تفهم معانيها وقد أدركت المعانى من خلال أحمد رامى .